القول في تأويل 
قوله تعالى ( وظللنا عليكم الغمام  ) 
( 
وظللنا عليكم الغمام  ) عطف على قوله : ( 
ثم بعثناكم من بعد موتكم  ) . فتأويل الآية : ثم بعثناكم من بعد موتكم ، وظللنا عليكم الغمام - وعدد عليهم سائر ما أنعم به عليهم - لعلكم تشكرون . 
و" الغمام " جمع " غمامة " ، كما السحاب جمع سحابة ، " والغمام " هو ما غم السماء فألبسها من سحاب وقتام ، وغير ذلك مما يسترها عن أعين الناظرين . وكل مغطى فالعرب تسميه مغموما . 
وقد قيل : إن الغمام التي ظللها الله على بني إسرائيل لم تكن سحابا . 
962 - حدثنا 
أحمد بن إسحاق الأهوازي  قال ، حدثنا 
أبو أحمد  قال ، حدثنا 
سفيان  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  قوله : ( 
وظللنا عليكم الغمام  ) ، قال : ليس بالسحاب . 
963 - وحدثني 
المثنى بن إبراهيم  قال ، حدثنا 
أبو حذيفة  قال ، حدثنا 
شبل  ، عن 
أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  قوله : ( 
وظللنا عليكم الغمام  ) ، قال : ليس بالسحاب ، هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة ، لم يكن إلا لهم . 
964 - وحدثني 
محمد بن عمرو الباهلي  قال ، حدثنا 
أبو عاصم  قال ، حدثنا 
عيسى  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  في قول الله جل ثناؤه : ( 
وظللنا عليكم الغمام  ) ، قال : هو بمنزلة السحاب . 
965 - وحدثني 
القاسم بن الحسن  قال ، حدثنا 
الحسين  قال ، حدثني 
حجاج  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قال ، قال 
ابن عباس   : ( 
وظللنا عليكم الغمام  )  
[ ص: 91 ] ، قال : هو غمام أبرد من هذا وأطيب ، وهو الذي يأتي الله عز وجل فيه يوم القيامة في قوله : ( 
في ظلل من الغمام  ) [ البقرة : 210 ] ، وهو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر . قال 
ابن عباس   : وكان معهم في التيه . 
وإذ كان معنى الغمام ما وصفنا ، مما غم السماء من شيء يغطي وجهها عن الناظر إليها ، فليس الذي ظلله الله عز وجل على بني إسرائيل - فوصفه بأنه كان غماما - بأولى ، بوصفه إياه بذلك أن يكون سحابا ، منه بأن يكون غير ذلك مما ألبس وجه السماء من شيء . 
وقد قيل : إنه ما ابيض من السحاب .