صفحة جزء
[ ص: 197 ] القول في تأويل قوله ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ( 145 ) )

قال أبو جعفر : وقد ذكرنا اختلاف أهل التأويل في تأويل قوله : ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد ) ، والصواب من القول فيه عندنا فيما مضى من كتابنا هذا ، في " سورة " البقرة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع وأن معناه : فمن اضطر إلى أكل ما حرم الله من أكل الميتة والدم المسفوح أو لحم الخنزير ، أو ما أهل لغير الله به ، غير باغ في أكله إياه تلذذا ، لا لضرورة حالة من الجوع ، ولا عاد في أكله بتجاوزه ما حده الله وأباحه له من أكله ، وذلك أن يأكل منه ما يدفع عنه الخوف على نفسه بترك أكله من الهلاك ، لم يتجاوز ذلك إلى أكثر منه ، فلا حرج عليه في أكله ما أكل من ذلك ( فإن الله غفور ) ، فيما فعل من ذلك ، فساتر عليه بتركه عقوبته عليه ، ولو شاء عاقبه عليه ( رحيم ) ، بإباحته إياه أكل ذلك عند حاجته إليه ، ولو شاء حرمه عليه ومنعه منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية