صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ( 148 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل ، يا محمد ، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنام ، المحرمين ما هم له محرمون من الحروث والأنعام ، القائلين : ( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ) ، ولكنه رضي منا ما نحن عليه من الشرك وتحريم ما نحرم : " هل عندكم " ، [ ص: 211 ] بدعواكم ما تدعون على الله من رضاه بإشراككم في عبادته ما تشركون ، وتحريمكم من أموالكم ما تحرمون علم يقين من خبر من يقطع خبره العذر ، أو حجة توجب لنا اليقين ، من العلم " فتخرجوه لنا " ، يقول : فتظهروا ذلك لنا وتبينوه ، كما بينا لكم مواضع خطأ قولكم وفعلكم ، وتناقض ذلك واستحالته في المعقول والمسموع ( إن تتبعون إلا الظن ) ، يقول له : قل لهم : إن تقولون ما تقولون ، أيها المشركون ، وتعبدون من الأوثان والأصنام ما تعبدون ، وتحرمون من الحروث والأنعام ما تحرمون ، إلا ظنا وحسبانا أنه حق ، وأنكم على حق ، وهو باطل ، وأنتم على باطل ( وإن أنتم إلا تخرصون ) ، يقول : " وإن أنتم " ، وما أنتم في ذلك كله " إلا تخرصون " ، يقول : إلا تتقولون الباطل على الله ، ظنا بغير يقين علم ولا برهان واضح .

التالي السابق


الخدمات العلمية