القول في تأويل قوله ( 
أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة  ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : " 
وهذا كتاب أنزلناه مبارك  " ، لئلا يقول المشركون من عبدة الأوثان من 
قريش   : " 
إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا  " ، أو : لئلا يقولوا : لو أنا أنزل علينا الكتاب كما أنزل على هاتين الطائفتين من قبلنا ، فأمرنا فيه ونهينا ، وبين لنا فيه خطأ ما نحن فيه من صوابه ( لكنا أهدى منهم ) ، أي : لكنا أشد استقامة على طريق الحق ، واتباعا للكتاب ،  
[ ص: 243 ] وأحسن عملا بما فيه ، من الطائفتين اللتين أنزل عليهما الكتاب من قبلنا . يقول الله : ( 
فقد جاءكم بينة من ربكم  ) ، يقول : فقد جاءكم كتاب بلسانكم عربي مبين ، حجة عليكم واضحة بينة من ربكم ( وهدى ) ، يقول : وبيان للحق ، وفرقان بين الصواب والخطأ ، ( ورحمة ) لمن عمل به واتبعه ، كما : - 
14189 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : ( 
أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم  ) ، يقول : قد جاءكم بينة ، لسان عربي مبين ، حين لم تعرفوا دراسة الطائفتين ، وحين قلتم : لو جاءنا كتاب لكنا أهدى منهم . 
14190 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة   : ( 
أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم  ) ، فهذا قول كفار 
العرب   ( 
فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة  ) .