القول في 
تأويل قوله ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون  ( 28 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : ذكر أن معنى " الفاحشة " ، في هذا الموضع ، ما : - 
14462 - حدثني 
علي بن سعيد بن مسروق الكندي  قال ، حدثنا 
أبو محياة ،  عن 
منصور  ، عن 
مجاهد   : ( 
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها  ) ، قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة ، يقولون : " نطوف كما ولدتنا أمهاتنا " ، فتضع المرأة على قبلها النسعة أو الشيء ، فتقول : 
اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله 
 [ ص: 378 ]  14463 - حدثنا 
ابن وكيع  قال ، حدثنا 
جرير  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  في قوله : ( 
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا  ) ، فاحشتهم أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة  . 
14464 - حدثنا 
ابن وكيع  قال ، حدثنا 
أبو أسامة  ، عن 
مفضل  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  ، مثله . 
14464 - حدثنا 
ابن وكيع  قال ، حدثنا 
عمران بن عيينة  ، عن 
عطاء بن السائب  ، عن 
سعيد بن جبير   nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي   : ( 
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا  ) ، قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة  . 
14465 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال ، حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال ، حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : ( 
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها  ) ، قال : كان قبيلة من العرب من 
أهل اليمن  يطوفون بالبيت عراة ، فإذا قيل : لم تفعلون ذلك؟ قالوا : وجدنا عليها آباءنا ، والله أمرنا بها  . 
14466 - حدثني 
الحارث  قال ، حدثنا 
عبد العزيز  قال ، حدثنا 
إسرائيل  ، عن 
عطاء بن السائب  ، عن 
سعيد بن جبير  ، عن 
ابن عباس   : ( 
وإذا فعلوا فاحشة  ) ، قال : طوافهم بالبيت عراة  . 
14467 - حدثني 
الحارث  قال ، حدثنا 
عبد العزيز  قال ، حدثنا 
أبو سعد  ، عن 
مجاهد   ( 
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا  ) ، قال : في طواف الحمس في الثياب ، وغيرهم عراة  . 
14468 - حدثنا 
القاسم  قال ، حدثنا 
الحسين  قال ، حدثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، عن 
مجاهد  ، قوله : ( 
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا  ) ،  
[ ص: 379 ] قال : كان نساؤهم يطفن بالبيت عراة ، فتلك الفاحشة التي وجدوا عليها آباءهم : ( 
قل إن الله لا يأمر بالفحشاء  ) ، الآية  . 
قال 
أبو جعفر   : فتأويل الكلام إذا : وإذا فعل الذين لا يؤمنون بالله ، الذين جعل الله الشياطين لهم أولياء ، قبيحا من الفعل ، وهو " الفاحشة " ، وذلك تعريهم للطواف بالبيت وتجردهم له ، فعذلوا على ما أتوا من قبيح فعلهم وعوتبوا عليه ، قالوا : " وجدنا على مثل ما نفعل آباءنا ، فنحن نفعل مثل ما كانوا يفعلون ، ونقتدي بهديهم ، ونستن بسنتهم ، والله أمرنا به ، فنحن نتبع أمره فيه " . 
يقول الله جل ذكره لنبيه 
محمد  صلى الله عليه وسلم : " قل " ، يا 
محمد ،  لهم : " 
إن الله لا يأمر بالفحشاء  " ، يقول : لا يأمر خلقه بقبائح الأفعال ومساويها " أتقولون " ، أيها الناس ، " 
على الله ما لا تعلمون  " ، يقول : أتروون على الله أنه أمركم بالتعري والتجرد من الثياب واللباس للطواف ، وأنتم لا تعلمون أنه أمركم بذلك؟