صفحة جزء
[ ص: 404 ] القول في تأويل قوله ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 33 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : إنما حرم ربي الفواحش والشرك به ، أن تعبدوا مع الله إلها غيره ( ما لم ينزل به سلطانا ) ، يقول : حرم ربكم عليكم أن تجعلوا معه في عبادته شركا لشيء لم يجعل لكم في إشراككم إياه في عبادته حجة ولا برهانا ، وهو " السلطان " ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) ، يقول : وأن تقولوا إن الله أمركم بالتعري والتجرد للطواف بالبيت ، وحرم عليكم أكل هذه الأنعام التي حرمتموها وسيبتموها وجعلتموها وصائل وحوامي ، وغير ذلك مما لا تعلمون أن الله حرمه ، أو أمر به ، أو أباحه ، فتضيفوا إلى الله تحريمه وحظره والأمر به ، فإن ذلك هو الذي حرمه الله عليكم دون ما تزعمون أن الله حرمه ، أو تقولون إن الله أمركم به ، جهلا منكم بحقيقة ما تقولون وتضيفونه إلى الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية