[ ص: 478 ] القول في 
تأويل قوله ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق  ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : " 
هل ينظرون إلا تأويله  " ، هل ينتظر هؤلاء المشركون الذين يكذبون بآيات الله ويجحدون لقاءه " إلا تأويله " ، يقول : إلا ما يؤول إليه أمرهم ، من ورودهم على عذاب الله ، وصليهم جحيمه ، وأشباه هذا مما أوعدهم الله به . 
وقد بينا معنى " التأويل " فيما مضى بشواهده ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14761 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال ، حدثنا 
يزيد  قال ، حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : " 
هل ينظرون إلا تأويله  " ، أي : ثوابه " 
يوم يأتي تأويله  " ، أي ثوابه . 
14762 - حدثنا 
محمد بن عبد الأعلى  قال ، حدثنا 
محمد بن ثور  قال ، حدثنا 
معمر ،  عن 
قتادة   : " 
هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله  " ، قال : " تأويله " ، عاقبته . 
14763 - حدثنا 
ابن وكيع  قال ، حدثنا 
أبو أسامة ،  عن 
شبل ،  عن 
ابن  [ ص: 479 ] أبي نجيح   : عن 
مجاهد ،   " 
هل ينظرون إلا تأويله  " ، قال : جزاءه " 
يوم يأتي تأويله  " ، قال : جزاؤه . 
14764 - حدثنا 
ابن وكيع  قال ، حدثنا 
يحيى بن أبي زائدة ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  مثله . 
14765 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال ، حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال ، حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
هل ينظرون إلا تأويله  " ، أما " تأويله " ، فعواقبه ، مثل وقعة بدر ، والقيامة ، وما وعد فيها من موعد . 
14766 - حدثني 
المثنى  قال ، حدثنا 
إسحاق  قال ، حدثنا 
عبد الله بن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع بن أنس  في قوله : " 
هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق  " ، فلا يزال يقع من تأويله أمر بعد أمر ، حتى يتم تأويله يوم القيامة ، ففي ذلك أنزل : " 
هل ينظرون إلا تأويله  " ، حيث أثاب الله تبارك وتعالى أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم . يقول يومئذ الذين نسوه من قبل : " 
قد جاءت رسل ربنا بالحق  " ، الآية . 
14767 - حدثني 
محمد بن سعد  قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : " 
هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله  " ، قال : يوم القيامة . 
14768 - حدثني 
يونس  قال ، أخبرنا 
ابن وهب  قال ، قال 
ابن زيد  في قوله : " 
يوم يأتي تأويله  " ، قال : يوم يأتي حقيقته ، وقرأ قول الله تعالى : ( 
هذا تأويل رؤياي من قبل  ) ، [ سورة يوسف : 100 ] . قال : هذا تحقيقها . وقرأ قول الله : ( 
وما يعلم تأويله إلا الله  ) 
، [ سورة آل عمران : 7 ] ، قال : ما يعلم  
[ ص: 480 ] حقيقته ومتى يأتي ، إلا الله تعالى 
وأما قوله : " 
يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل  " ، فإن معناه : يوم يجيء ما يؤول إليه أمرهم من عقاب الله " 
يقول الذين نسوه من قبل  " ، أي : يقول الذين ضيعوا وتركوا ما أمروا به من العمل المنجيهم مما آل إليه أمرهم يومئذ من العذاب ، من قبل ذلك في الدنيا " 
لقد جاءت رسل ربنا بالحق  " ، أقسم المساكين حين عاينوا البلاء وحل بهم العقاب : أن رسل الله التي أتتهم بالنذارة وبلغتهم عن الله الرسالة ، قد كانت نصحت لهم وصدقتهم عن الله ، وذلك حين لا ينفعهم التصديق . ولا ينجيهم من سخط الله وأليم عقابه كثرة القال والقيل . 
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14769 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال ، حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال ، حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق  " ، أما " 
الذين نسوه  " ، فتركوه ، فلما رأوا ما وعدهم أنبياؤهم ، استيقنوا فقالوا : " 
قد جاءت رسل ربنا بالحق  " . 
14770 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال ، حدثنا 
أبو عاصم  قال ، حدثنا 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد   : " 
يقول الذين نسوه  " ، قال : أعرضوا عنه . 
14771 - حدثني 
المثنى  قال ، حدثنا 
أبو حذيفة  قال ، حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  مثله .