[ ص: 24 ] القول في 
تأويل قوله ( يأتوك بكل ساحر عليم  ( 112 ) 
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين  ( 113 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن مشورة الملأ من 
قوم فرعون  على 
فرعون  ، أن يرسل في المدائن حاشرين يحشرون كل ساحر عليم . 
وفي الكلام محذوف ، اكتفى بدلالة الظاهر من إظهاره ، وهو : فأرسل في المدائن حاشرين ، يحشرون السحرة . 
" 
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا  " يقول : إن لنا لثوابا على غلبتنا 
موسى  عندك "إن كنا" ، يا 
فرعون ،   "نحن الغالبين" . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14931 - حدثنا 
العباس  قال ، أخبرنا 
يزيد  قال ، أخبرنا 
الأصبغ بن زيد  ، عن 
القاسم بن أبي أيوب  قال ، حدثني 
سعيد بن جبير  ، عن 
ابن عباس  قال : " 
وأرسل في المدائن حاشرين  " ، فحشر له كل ساحر متعالم ، فلما أتوا 
فرعون  قالوا : بم يعمل هذا الساحر؟ قالوا : يعمل بالحيات . قالوا : والله ما في الأرض قوم يعملون بالسحر والحيات والحبال والعصي أعلم منا ، فما أجرنا إن غلبنا؟ فقال لهم : أنتم قرابتي وحامتي ، وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم  . 
14932 - حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=14316عبد الكريم بن الهيثم  قال : حدثنا 
إبراهيم بن بشار  قال ، حدثنا 
سفيان  ،  
[ ص: 25 ] قال : حدثنا 
أبو سعد  ، عن 
عكرمة  ، عن 
ابن عباس  قال : قال 
فرعون   : لا نغالبه يعني 
موسى  إلا بمن هو منه ، فأعد علماء من 
بني إسرائيل  ، فبعث بهم إلى قرية 
بمصر  يقال لها : " 
الفرما   " ، يعلمونهم السحر كما يعلم الصبيان الكتاب في الكتاب . قال : فعلموهم سحرا كثيرا . قال : وواعد 
موسى  فرعون  موعدا ، فلما كان في ذلك الموعد ، بعث 
فرعون  ، فجاء بهم وجاء بمعلمهم معهم ، فقال له : ماذا صنعت؟ قال : قد علمتهم من السحر سحرا لا يطيقه سحر أهل الأرض ، إلا أن يكون أمرا من السماء ، فإنه لا طاقة لهم به ، فأما سحر أهل الأرض ، فإنه لن يغلبهم . فلما جاءت السحرة قالوا 
لفرعون   : 
أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين  . 
14933 - حدثني 
موسى بن هارون  قال ، حدثنا 
عمرو  قال ، حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : 
فأرسل فرعون في المدائن حاشرين  " ، فحشروا عليه السحرة ، "فلما جاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين" يقول : عطية تعطينا " 
إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين  " . 
14934 - حدثنا 
ابن حميد  قال ، حدثنا 
سلمة  ، عن 
ابن إسحاق   : " 
أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم  " ، أي كاثره بالسحرة ، لعلك أن تجد في السحرة من يأتي بمثل ما جاء به . وقد كان 
موسى  وهارون  خرجا من عنده حين أراهم من سلطان الله ما أراهم . وبعث 
فرعون  في مملكته ، فلم يترك في سلطانه ساحرا إلا أتي به . فذكر لي ، والله أعلم ، أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر ، فلما اجتمعوا إليه ، أمرهم أمره ، وقال لهم : قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قط ، وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم ، وقربتكم على أهل مملكتي!  
[ ص: 26 ] قالوا : وإن لنا ذلك إن غلبناه؟ قال : نعم  ! . 
14935 - حدثنا 
ابن حميد  قال ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح  قال ، حدثنا 
الحسين  ، عن 
يزيد  ، عن 
عكرمة  قال : السحرة كانوا سبعين قال 
أبو جعفر   : أحسبه أنه قال : ألفا . 
14936 - قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح  قال ، حدثنا 
موسى بن عبيدة  ، عن 
ابن المنذر  ، قال : كان السحرة ثمانين ألفا . 
14937 - حدثنا 
ابن وكيع  قال ، حدثنا 
جرير  ، عن 
عبد العزيز بن رفيع  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15848خيثمة  ، عن 
أبي سودة  ، عن 
كعب  قال : كان سحرة 
فرعون  اثني عشر ألفا .