صفحة جزء
[ ص: 106 ] القول في تأويل قوله ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وكتبنا لموسى في ألواحه .

وأدخلت الألف واللام في "الألواح" بدلا من الإضافة ، كما قال الشاعر :


والأحلام غير عوازب



وكما قال جل ثناؤه : ( فإن الجنة هي المأوى ) ، [ سورة النازعات : 41 ] ، يعني : هي مأواه .

وقوله : " من كل شيء " ، يقول : من التذكير والتنبيه على عظمة الله وعز سلطانه "موعظة" ، لقومه ومن أمر بالعمل بما كتب في الألواح " وتفصيلا لكل شيء " ، يقول : وتبيينا لكل شيء من أمر الله ونهيه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

15106 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : أو سعيد بن جبير ، وهو في أصل [ ص: 107 ] كتابي : عن سعيد بن جبير في قول الله : " وتفصيلا لكل شيء " ، قال : ما أمروا به ونهوا عنه .

15107 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه .

15108 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء " ، من الحلال والحرام .

15109 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو سعد قال ، سمعت مجاهدا يقول في قوله : " وتفصيلا لكل شيء " ، قال : ما أمروا به ونهوا عنه .

15110 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء " ، قال عطية : أخبرني ابن عباس : أن موسى صلى الله عليه وسلم انصلت لما كربه الموت ، قال : هذا من أجل آدم ! قد كان الله جعلنا في دار مثوى لا نموت ، فخطأ آدم أنزلنا هاهنا! فقال الله لموسى : أبعث إليك آدم فتخاصمه؟ قال : نعم! فلما بعث الله آدم ، سأله [ ص: 108 ] موسى ، فقال أبونا آدم عليهما السلام : يا موسى ، سألت الله أن يبعثني لك! قال موسى : لولا أنت لم نكن هاهنا! قال له آدم : أليس قد أتاك الله من كل شيء موعظة وتفصيلا أفلست تعلم أنه ما أصاب في الأرض من مصيبة ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن يبرأها؟ قال موسى : بلى! فخصمه آدم صلى الله عليهما .

15111 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن عبد الصمد بن معقل : أنه سمع وهبا يقول في قوله : " وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء " ، قال : كتب له : لا تشرك بي شيئا من أهل السماء ولا من أهل الأرض ، فإن كل ذلك خلقي . لا تحلف باسمي كاذبا ، فإن من حلف باسمي كاذبا فلا أزكيه ، ووقر والديك .

التالي السابق


الخدمات العلمية