صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ( 153 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره أنه قابل من كل تائب إليه من ذنب أتاه ، صغيرة كانت معصيته أو كبيرة ، كفرا كانت أو غير كفر ، كما [ ص: 137 ] قبل من عبدة العجل توبتهم بعد كفرهم به بعبادتهم العجل وارتدادهم عن دينهم . يقول جل ثناؤه : والذين عملوا الأعمال السيئة ، ثم رجعوا إلى طلب رضى الله بإنابتهم إلى ما يحب مما يكره ، وإلى ما يرضى مما يسخط ، من بعد سيئ أعمالهم ، وصدقوا بأن الله قابل توبة المذنبين ، وتائب على المنيبين ، بإخلاص قلوبهم ويقين منهم بذلك "لغفور" ، لهم ، يقول : لساتر عليهم أعمالهم السيئة ، وغير فاضحهم بها "رحيم" ، بهم ، وبكل من كان مثلهم من التائبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية