صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 182 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : والذين كذبوا بأدلتنا وأعلامنا ، فجحدوها ولم يتذكروا بها ، سنمهله بغرته ونزين له سوء عمله ، حتى يحسب أنه فيما هو عليه من تكذيبه بآيات الله إلى نفسه محسن ، وحتى يبلغ الغاية التي كتبت له من [ ص: 287 ] المهل ، ثم يأخذه بأعماله السيئة ، فيجازيه بها من العقوبة ما قد أعد له . وذلك استدراج الله إياه .

وأصل "الاستدراج" اغترار المستدرج بلطف من [ استدرجه ] ، حيث يرى المستدرج أن المستدرج إليه محسن ، حتى يورطه مكروها .

وقد بينا وجه فعل الله ذلك بأهل الكفر به فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية