القول في 
تأويل قوله ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم  ( 69 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره للمؤمنين من أهل 
بدر   : ( فكلوا ) ، أيها المؤمنون ( 
مما غنمتم  ) ، من أموال المشركين ( حلالا ) ، بإحلاله لكم ( 
طيبا واتقوا الله  ) ، يقول : وخافوا الله أن تعودوا ، أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه  
[ ص: 72 ] من قبل أن يعهد فيه إليكم ، كما فعلتم في أخذ الفداء وأكل الغنيمة ، وأخذتموهما من قبل أن يحلا لكم ( إن الله غفور رحيم ) . 
وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم ، وتأويل الكلام : ( 
فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا  ) ، ( إن الله غفور رحيم ) ، ( واتقوا الله ) . 
ويعني بقوله : ( إن الله غفور ) ، لذنوب أهل الإيمان من عباده ( رحيم ) ، بهم ، أن يعاقبهم بعد توبتهم منها .