القول في تأويل قوله : ( 
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين  ( 25 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : ( 
لقد نصركم الله  ) ، أيها المؤمنون في أماكن حرب توطنون فيها أنفسكم على لقاء عدوكم ، ومشاهد تلتقون فيها أنتم وهم كثيرة ( ويوم حنين ) ، يقول : وفي يوم 
حنين  أيضا قد نصركم . 
و ( حنين ) واد ، فيما ذكر ، بين 
مكة  والطائف   . وأجري ، لأنه مذكر اسم لمذكر ، وقد يترك إجراؤه ، ويراد به أن يجعل اسما للبلدة التي هو بها ، ومنه قول الشاعر : 
نصروا نبيهم وشدوا أزره بحنين يوم تواكل الأبطال 
 [ ص: 179 ] 
16573 - حدثني 
عبد الوارث بن عبد الصمد  قال : حدثني أبي قال : حدثنا 
أبان العطار  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة  ، عن 
عروة  قال : " 
حنين   " ، واد إلى جنب 
ذي المجاز   . 
( 
إذ أعجبتكم كثرتكم  ) ، وكانوا ذلك اليوم ، فيما ذكر لنا ، اثني عشر ألفا . 
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك اليوم : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810574لن نغلب من قلة  . 
وقيل : قال ذلك رجل من المسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وهو قول الله : ( 
إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا  ) ، يقول : فلم تغن عنكم كثرتكم شيئا ( 
وضاقت عليكم الأرض بما رحبت  ) ، يقول : وضاقت الأرض بسعتها عليكم . 
و"الباء" ههنا في معنى "في" ، ومعناه : وضاقت عليكم الأرض في رحبها ، وبرحبها . 
يقال منه : "مكان رحيب" ، أي واسع . وإنما سميت الرحاب "رحابا" لسعتها . 
( 
ثم وليتم مدبرين  ) ، عن عدوكم منهزمين "مدبرين" ، يقول : وليتموهم الأدبار ، وذلك الهزيمة . يخبرهم تبارك وتعالى أن النصر بيده ومن عنده ، وأنه ليس  
[ ص: 180 ] بكثرة العدد وشدة البطش ، وأنه ينصر القليل على الكثير إذا شاء ، ويخلي الكثير والقليل ، فيهزم الكثير . 
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
16574 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  قوله : ( 
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين  ) ، حتى بلغ : ( 
وذلك جزاء الكافرين  ) ، قال : " 
حنين   " ، ماء بين 
مكة  والطائف ،  قاتل عليها نبي الله 
هوازن  وثقيف  ، وعلى 
هوازن   : 
مالك بن عوف  أخو 
بني نصر  ، وعلى 
ثقيف   : 
عبد ياليل بن عمرو الثقفي   . قال : وذكر لنا أنه خرج يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ألفا : عشرة آلاف من 
المهاجرين  والأنصار  ، وألفان من الطلقاء ، وذكر لنا أن رجلا قال يومئذ : "لن نغلب اليوم بكثرة" ! قال : وذكر لنا أن الطلقاء انجفلوا يومئذ بالناس ، وجلوا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل عن بغلته الشهباء . وذكر لنا أن نبي الله قال : " 
أي رب ، آتني ما وعدتني" ! قال : والعباس  آخذ بلجام بغلة رسول الله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ناد يا معشر الأنصار ،  ويا معشر المهاجرين   !" ، فجعل ينادي الأنصار  فخذا فخذا ، ثم قال : "ناد بأصحاب سورة البقرة!" . قال : فجاء الناس عنقا واحدا ، فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا عصابة من الأنصار  ، فقال : هل معكم غيركم؟ فقالوا : يا نبي الله ، والله لو عمدت إلى برك الغماد من ذي يمن  [ ص: 181 ] لكنا معك ، ثم أنزل الله نصره ، وهزم عدوهم ، وتراجع المسلمون . قال : وأخذ رسول الله كفا من تراب أو : قبضة من حصباء فرمى بها وجوه الكفار ، وقال : "شاهت الوجوه!" ، فانهزموا ، فلما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم ، وأتى الجعرانة  ، فقسم بها مغانم حنين  ، وتألف أناسا من الناس ، فيهم  nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ،   nindex.php?page=showalam&ids=14062والحارث بن هشام ،   nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو ،  والأقرع بن حابس  ، فقالت الأنصار   : "أمن الرجل وآثر قومه" ! فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبة له من أدم ، فقال : "يا معشرالأنصار  ، ما هذا الذي بلغني؟ ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله ، وكنتم أذلة فأعزكم الله ، وكنتم وكنتم!" قال : فقال سعد بن عبادة  رحمه الله : ائذن لي فأتكلم ! قال : تكلم . قال : أما قولك : "كنتم ضلالا فهداكم الله" ، فكنا كذلك "وكنتم أذلة فأعزكم الله" ، فقد علمت العرب ما كان حي من أحياء العرب أمنع لما وراء ظهورهم منا! فقال عمر   : يا سعد  أتدري من تكلم! فقال : نعم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، لو سلكت الأنصار  واديا والناس واديا لسلكت وادي الأنصار  ، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار   . وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " الأنصار  كرشي وعيبتي ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم" ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر الأنصار ،  أما ترضون أن ينقلب الناس بالإبل والشاء ، وتنقلبون برسول الله إلى بيوتكم! فقالت الأنصار   : رضينا عن الله ورسوله ، والله ما قلنا ذلك إلا حرصا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله  [ ص: 182 ] ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" . 
16575 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  ، قال : ذكر لنا أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته أو ظئره من 
بني سعد بن بكر ،  أتته فسألته 
سبايا يوم حنين  ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لا أملكهم ، وإنما لي منهم نصيبي ، ولكن ائتيني غدا فسليني والناس عندي ، فإني إذا أعطيتك نصيبي أعطاك الناس ، فجاءت الغد ، فبسط لها ثوبا ، فقعدت عليه ، ثم سألته ، فأعطاها نصيبه ، فلما رأى ذلك الناس أعطوها أنصباءهم . 
16576 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : ( 
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة  ) ، الآية : 
أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين  قال : يا رسول الله ، لن نغلب اليوم من قلة! وأعجبته كثرة الناس ، وكانوا اثني عشر ألفا ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوكلوا إلى كلمة الرجل ، فانهزموا عن رسول الله ، غير العباس ،  وأبي سفيان بن الحارث ،  وأيمن بن أم أيمن  ، قتل يومئذ بين يديه ، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الأنصار؟  أين الذين بايعوا تحت الشجرة ؟ فتراجع الناس ، فأنزل الله الملائكة بالنصر ، فهزموا المشركين يومئذ ، وذلك قوله : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها  ) ، الآية  . 
16577 - حدثنا 
محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا 
محمد بن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
الزهري  ، عن 
كثير بن عباس بن عبد المطلب  ، عن أبيه قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811537لما كان يوم حنين ،  التقى المسلمون والمشركون ، فولى المسلمون يومئذ . قال : فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه أحد إلا  nindex.php?page=showalam&ids=9809أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب  ، آخذا بغرز النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يألو ما أسرع نحو  [ ص: 183 ] المشركين . قال : فأتيت حتى أخذت بلجامه ، وهو على بغلة له شهباء ، فقال : يا عباس   . ناد أصحاب السمرة! وكنت رجلا صيتا ، فأذنت بصوتي الأعلى : أين أصحاب السمرة! فالتفتوا كأنها الإبل إذا حشرت إلى أولادها ، يقولون : "يا لبيك ، يا لبيك ، يا لبيك" ، وأقبل المشركون ، فالتقوا هم والمسلمون ، وتنادت الأنصار   : "يا معشر الأنصار   " ، ثم قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج  ، فتنادوا : "يا بني الحارث بن الخزرج   " ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول ، إلى قتالهم فقال : "هذا حين حمي الوطيس"! ثم أخذ بيده من الحصباء فرماهم بها ، ثم قال : "انهزموا ورب الكعبة ، انهزموا ورب الكعبة!" قال : فوالله ما زال أمرهم مدبرا ، وحدهم كليلا حتى هزمهم الله ، قال : فلكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته  .  
[ ص: 184 ] 
16578 - حدثنا 
ابن عبد الأعلى  قال : حدثنا 
محمد بن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
قتادة  ، عن 
الزهري  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب   : أنهم أصابوا يومئذ ستة آلاف سبي ، ثم جاء قومهم مسلمين بعد ذلك ، فقالوا : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812243يا رسول الله : أنت خير الناس ، وأبر الناس ، وقد أخذت أبناءنا ونساءنا وأموالنا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن عندي من ترون! وإن خير القول أصدقه ، اختاروا : إما ذراريكم ونساءكم ، وإما أموالكم . قالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئا! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن هؤلاء جاءوني مسلمين ، وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال ، فلم يعدلوا بالأحساب شيئا ، فمن كان بيده منهم شيء فطابت نفسه أن يرده فليفعل ذلك ، ومن لا فليعطنا ، وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا ، فنعطيه مكانه ، فقالوا : يا نبي الله ، رضينا وسلمنا! فقال : "إني لا أدري لعل منكم من لا يرضى ، فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا ، فرفعت إليه العرفاء أن قد رضوا وسلموا  . 
16579 - حدثنا 
علي بن سهل  قال : حدثنا 
مؤمل  قال : حدثنا 
حماد بن سلمة  قال : حدثنا 
يعلى بن عطاء  ، عن 
أبي همام  ، عن 
أبي عبد الرحمن يعني الفهري  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810575كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين ،  فلما ركدت الشمس ، لبست لأمتي ، وركبت فرسي ، حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ظل شجرة ، فقلت : يا رسول الله ، قد حان الرواح ، فقال : أجل! فنادى : "يا بلال  يا بلال   " فقام بلال  من تحت سمرة ، فأقبل كأن ظله ظل طير ، فقال : لبيك وسعديك ، ونفسي فداؤك ، يا رسول الله! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أسرج فرسي! فأخرج سرجا دفتاه حشوهما ليف ، ليس فيهما أشر  [ ص: 185 ] ولا بطر قال : فركب النبي صلى الله عليه وسلم ، فصاففناهم يومنا وليلتنا ، فلما التقى الخيلان ولى المسلمون مدبرين ، كما قال الله ، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عباد الله ، يا معشر المهاجرين   !" . قال : ومال النبي صلى الله عليه وسلم عن فرسه ، فأخذ حفنة من تراب فرمى بها وجوههم ، فولوا مدبرين قال يعلى بن عطاء   : فحدثني أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا : ما بقي منا أحد إلا وقد امتلأت عيناه من ذلك التراب  . 
16580 - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى  قال : حدثنا 
محمد بن جعفر  قال : حدثنا 
شعبة  ، عن 
أبي إسحاق  قال : سمعت 
البراء  وسأله رجل من 
قيس   : فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم 
حنين؟  فقال 
البراء   : لكن رسول الله لم يفر ، وكانت 
هوازن  يومئذ رماة ، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم ، فاستقبلونا بالسهام ، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وإن 
أبا سفيان بن الحارث  آخذ بلجامها وهو يقول : 
أنا النبي لا كذب     أنا ابن عبد المطلب 
 [ ص: 186 ] 
16581 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا أبي ، عن 
إسرائيل  ، عن 
أبي إسحاق  ، عن 
البراء  قال : سأله رجل : يا 
أبا عمارة  ، وليتم يوم 
حنين؟  فقال 
البراء  وأنا أسمع : أشهد أن رسول الله لم يول يومئذ دبره ، 
وأبو سفيان  يقود بغلته ، فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول : 
أنا النبي لا كذب     أنا ابن عبد المطلب 
فما رؤي يومئذ أحد من الناس كان أشد منه . 
16582 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
جعفر بن سليمان  ، عن 
عوف الأعرابي  ، عن 
عبد الرحمن مولى أم برثن  قال : حدثني رجل كان من المشركين يوم 
حنين  قال : لما التقينا نحن وأصحاب 
محمد  عليه السلام ، لم يقفوا لنا حلب شاة أن كشفناهم ، فبينا نحن نسوقهم ، إذ انتهينا إلى صاحب البغلة الشهباء ، فتلقانا رجال بيض حسان الوجوه ، فقالوا لنا : شاهت الوجوه ، ارجعوا" ! فرجعنا ، وركبنا القوم ، فكانت إياها .  
[ ص: 187 ] 
16583 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
جرير  ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن 
سعيد  قال : أمد الله نبيه صلى الله عليه وسلم يوم 
حنين  بخمسة آلاف من الملائكة مسومين . قال : ويومئذ سمى الله 
الأنصار   "مؤمنين" . قال : ( 
فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم يروها  ) . 
16584 - حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : قال 
ابن زيد  في قوله : ( 
ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا  ) ، قال : كانوا اثني عشر ألفا . 
16585 - حدثنا 
محمد بن يزيد الأدمي  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى  ، عن 
سعيد بن السائب الطائفي  ، عن أبيه ، عن 
يزيد بن عامر  قال : لما كانت انكشافة المسلمين حين انكشفوا يوم 
حنين  ، ضرب النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الأرض ، فأخذ منها قبضة من تراب ، فأقبل بها على المشركين وهم يتبعون المسلمين ، فحثاها في وجوههم وقال : "ارجعوا : شاهت الوجوه!" . قال : فانصرفنا ، ما يلقى أحد أحدا إلا وهو يمسح القذى عن عينيه .  
[ ص: 188 ] 
16586 - وبه ، عن 
يزيد بن عامر السوائي  قال : قيل له : يا 
أبا حاجز  ، الرعب الذي ألقى الله في قلوب المشركين ، ماذا وجدتم؟ قال : وكان 
أبو حاجز  مع المشركين يوم 
حنين  ، فكان يأخذ الحصاة فيرمي بها في الطست فيطن ، ثم يقول : كان في أجوافنا مثل هذا! 
16587 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسن بن عرفة  قال : حدثني 
المعتمر بن سليمان  ، عن 
عوف  قال : سمعت 
عبد الرحمن مولى أم برثن  أو : أم برثم قال : حدثني رجل كان في المشركين يوم 
حنين  ، قال : لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم 
حنين  ، لم يقوموا لنا حلب شاة . قال : فلما كشفناهم جعلنا نسوقهم في أدبارهم ، حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء ، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فتلقانا عنده رجال بيض حسان الوجوه فقالوا لنا : "شاهت الوجوه ، ارجعوا !" ، قال : فانهزمنا ، وركبوا أكتافنا ، فكانت إياها .  
[ ص: 189 ]