صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ( 52 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) ، يا محمد ، لهؤلاء المنافقين الذين وصفت لك صفتهم وبينت لك أمرهم : هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخلتين اللتين هما أحسن من غيرهما ، إما ظفرا بالعدو وفتحا لنا بغلبتناهم ، ففيها الأجر والغنيمة والسلامة وإما قتلا من عدونا لنا ، ففيه الشهادة ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار . وكلتاهما مما نحب ولا نكره ( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ) ، يقول : ونحن ننتظر بكم أن يصيبكم الله بعقوبة من عنده عاجلة ، تهلككم ( أو بأيدينا ) ، فنقتلكم ( فتربصوا إنا معكم متربصون ) ، يقول : فانتظروا إنا معكم منتظرون ما الله فاعل بنا ، وما إليه صائر أمر كل فريق منا ومنكم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 292 ]

ذكر من قال ذلك :

16796 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) ، يقول : فتح أو شهادة وقال مرة أخرى : يقول : القتل ، فهي الشهادة والحياة والرزق ، وإما يخزيكم بأيدينا .

16797 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) ، يقول : قتل فيه الحياة والرزق ، وإما أن يغلب فيؤتيه الله أجرا عظيما ، وهو مثل قوله : ( ومن يقاتل في سبيل الله ) ، إلى ( فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) [ سورة النساء : 74 ] .

16798 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( إلا إحدى الحسنيين ) ، قال : القتل في سبيل الله ، والظهور على أعدائه .

16799 - . . . . . . قال : حدثنا محمد بن بكر ، عن ابن جريج قال : بلغني عن مجاهد قال : القتل في سبيل الله ، والظهور .

16800 - حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( إحدى الحسنيين ) ، القتل في سبيل الله ، والظهور على أعداء الله .

16801 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، بنحوه قال ابن جريج ، قال ابن عباس : ( بعذاب من عنده ) ، بالموت ( أو بأيدينا ) ، قال : القتل .

16802 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) ، إلا فتحا أو قتلا في سبيل [ ص: 293 ] الله ( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ) ، أي : قتل .

التالي السابق


الخدمات العلمية