القول في تأويل قوله ( 
يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون  ( 64 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - : يخشى المنافقون أن تنزل فيهم ( 
سورة تنبئهم بما في قلوبهم  ) يقول : تظهر المؤمنين على ما في قلوبهم . 
وقيل : إن الله أنزل هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن المنافقين كانوا إذا عابوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكروا شيئا من أمره وأمر المسلمين ، قالوا : " لعل الله لا يفشي سرنا ! " فقال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل لهم : ( استهزئوا ) متهددا لهم متوعدا : ( 
إن الله مخرج ما تحذرون  ) . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
16907 - حدثنا 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم  عن 
عيسى  عن 
ابن أبي نجيح  عن 
مجاهد   : ( 
يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة  ) قال : يقولون القول بينهم ، ثم يقولون : " عسى الله أن لا يفشي سرنا علينا "  . 
16908 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج   [ ص: 332 ] عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن 
مجاهد  مثله إلا أنه قال : سرنا هذا . 
وأما قوله : ( 
إن الله مخرج ما تحذرون  ) فإنه يعني به : إن الله مظهر عليكم - أيها المنافقون - ما كنتم تحذرون أن تظهروه ، فأظهر الله ذلك عليهم وفضحهم ، فكانت هذه السورة تدعى : ( الفاضحة ) . 
16909 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  عن 
قتادة  قال : كانت تسمى هذه السورة : ( الفاضحة ) فاضحة المنافقين  .