القول في 
تأويل قوله تعالى ( بين ذلك ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بقوله : ( بين ذلك ) بين البكر والهرمة ، كما : - 
1217 - حدثني 
المثنى  قال ، حدثنا 
آدم  قال ، حدثنا 
أبو جعفر  ، عن 
الربيع  ، عن 
أبي العالية   : ( بين ذلك ) ، أي بين البكر والهرمة  . 
فإن قال قائل : قد علمت أن " بين " لا تصلح إلا أن تكون مع شيئين  
[ ص: 197 ] فصاعدا ، فكيف قيل " بين ذلك " و " ذلك " واحد في اللفظ ؟ 
قيل : إنما صلحت مع كونها واحدة ، لأن " ذلك " بمعنى اثنين ، والعرب تجمع في " ذلك " و " ذاك " شيئين ومعنيين من الأفعال ، كما يقول القائل : " أظن أخاك قائما ، وكان عمرو أباك " ، ثم يقول : " قد كان ذاك ، وأظن ذلك " . فيجمع ب " ذلك " و " ذاك " الاسم والخبر ، الذي كان لا بد ل " ظن " و " كان " منهما . 
فمعنى الكلام : قال : إنه يقول إنها بقرة لا مسنة هرمة ، ولا صغيرة لم تلد ، ولكنها بقرة نصف قد ولدت بطنا بعد بطن ، بين الهرم والشباب . فجمع " ذلك " معنى الهرم والشباب لما وصفنا ، ولو كان مكان الفارض والبكر اسما شخصين ، لم يجمع مع " بين " ذلك . وذلك أن " ذلك " لا يؤدي عن اسم شخصين ، وغير جائز لمن قال : " كنت بين زيد وعمرو " ، أن يقول : " كنت بين ذلك " ، وإنما يكون ذلك مع أسماء الأفعال دون أسماء الأشخاص .