1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة التوبة
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ( 104 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - أخبر به المؤمنين به : أن قبول توبة من تاب من المنافقين وأخذ الصدقة من أموالهم إذا أعطوها ، ليسا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأن نبي الله - حين أبى أن يطلق من ربط نفسه بالسواري من المتخلفين عن الغزو معه وحين ترك قبول صدقتهم بعد أن أطلق الله عنهم حين أذن له في ذلك - إنما فعل ذلك من أجل أن ذلك لم يكن إليه - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك إلى الله - تعالى ذكره - دون محمد ، وأن محمدا إنما يفعل ما يفعل من ترك وإطلاق [ ص: 459 ] وأخذ صدقة وغير ذلك من أفعاله بأمر الله . فقال - جل ثناؤه - : ألم يعلم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد مع المؤمنين - الموثقو أنفسهم بالسواري القائلون : " لا نطلق أنفسنا حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يطلقنا " السائلو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ صدقة أموالهم - أن ذلك ليس إلى محمد ، وأن ذلك إلى الله ، وأن الله هو الذي يقبل توبة من تاب من عباده أو يردها ، ويأخذ صدقة من تصدق منهم أو يردها عليه دون محمد ، فيوجهوا توبتهم وصدقتهم إلى الله ، ويقصدوا بذلك قصد وجهه دون محمد وغيره ، ويخلصوا التوبة له ، ويريدوه بصدقتهم ، ويعلموا أن الله هو التواب الرحيم ؟ . يقول : المراجع لعبيده إلى العفو عنه إذا رجعوا إلى طاعته ، الرحيم بهم إذا هم أنابوا إلى رضاه من عقابه .

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما : -

17162 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : قال الآخرون يعني الذين لم يتوبوا من المتخلفين : هؤلاء - يعني الذين تابوا - كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم ؟ فقال الله : ( أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ) .

17163 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني رجل كان يأتي حمادا ولم يجلس إليه - قال شعبة : قال العوام بن حوشب : هو قتادة ، أو ابن قتادة رجل من محارب - قال : سمعت عبد الله بن السائب وكان جاره قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : ما من عبد تصدق بصدقة إلا وقعت في يد الله ، فيكون هو الذي يضعها في يد السائل . وتلا هذه الآية : ( هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) . [ ص: 460 ] 17164 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري ، عن عبد الله بن السائب ، عن عبد الله بن أبي قتادة المحاربي ، عن عبد الله بن مسعود قال : ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ، وهو يضعها في يد السائل . ثم قرأ : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) .

17165 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن ابن مسعود بنحوه .

17166 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن السائب ، عن عبد الله بن أبي قتادة قال : قال عبد الله : إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل . ثم قرأ هذه الآية : ( هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) [ ص: 461 ] 17168 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا عباد بن منصور عن القاسم : أنه سمع أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه ، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد . وتصديق ذلك في كتاب الله : ( هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) و ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) [ سورة البقرة : 276 ]

17169 - حدثنا سليمان بن عمر بن الأقطع الرقي قال : حدثنا ابن المبارك ، عن سفيان ، عن عباد بن منصور ، عن القاسم ، عن أبي هريرة ، ولا أراه إلا قد رفعه قال : إن الله يقبل الصدقة . ثم ذكر نحوه . [ ص: 462 ] 17170 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن أيوب ، عن القاسم بن محمد عن أبي هريرة قال : إن الله يقبل الصدقة إذا كانت من طيب ، ويأخذها بيمينه ، وإن الرجل يتصدق بمثل اللقمة فيربيها الله له كما يربي أحدكم فصيله أو مهره ، فتربو في كف الله أو قال : في يد الله حتى تكون مثل الجبل .

17171 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ) ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : " والذي نفس محمد بيده لا يتصدق رجل بصدقة فتقع في يد السائل حتى تقع في يد الله " .

17172 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : ( وأن الله هو التواب الرحيم ) يعني : إن استقاموا .

التالي السابق


الخدمات العلمية