1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة التوبة
  4. القول في تأويل قوله تعالى " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم "
صفحة جزء
[ ص: 539 ] القول في تأويل قوله : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ( 117 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : لقد رزق الله الإنابة إلى أمره وطاعته نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين ديارهم وعشيرتهم إلى دار الإسلام ، وأنصار رسوله في الله الذين اتبعوا رسول الله في ساعة العسرة منهم من النفقة والظهر والزاد والماء ( من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ) يقول : من بعد ما كاد يميل قلوب بعضهم عن الحق ، ويشك في دينه ويرتاب ، بالذي ناله من المشقة والشدة في سفره وغزوه ( ثم تاب عليهم ) يقول : ثم رزقهم - جل ثناؤه - الإنابة والرجوع إلى الثبات على دينه ، وإبصار الحق الذي كان قد كاد يلتبس عليهم ( إنه بهم رءوف رحيم ) يقول : إن ربكم بالذين خالط قلوبهم ذلك - لما نالهم في سفرهم من الشدة والمشقة - رءوف بهم ( رحيم ) أن يهلكهم ، فينزع منهم الإيمان بعد ما قد أبلوا في الله ما أبلوا مع رسوله ، وصبروا عليه من البأساء والضراء .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

17423 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا عاصم قال : حدثنا [ ص: 540 ] عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( في ساعة العسرة ) في غزوة تبوك .

17424 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل : ( في ساعة العسرة ) قال : خرجوا في غزوة الرجلان والثلاثة على بعير . وخرجوا في حر شديد ، وأصابهم يومئذ عطش شديد ، فجعلوا ينحرون إبلهم فيعصرون أكراشها ، ويشربون ماءه ، وكان ذلك عسرة من الماء ، وعسرة من الظهر ، وعسرة من النفقة .

17425 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ( ساعة العسرة ) قال : غزوة تبوك قال : " العسرة " أصابهم جهد شديد ، حتى إن الرجلين ليشقان التمرة بينهما ، وإنهم ليمصون التمرة الواحدة ، ويشربون عليها الماء .

17426 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) قال : غزوة تبوك .

17427 - . . . . . . قال : حدثنا زكريا بن عدي ، عن ابن مبارك ، عن معمر ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر : ( الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) قال : عسرة الظهر ، وعسرة الزاد ، وعسرة الماء . [ ص: 541 ] 17428 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) الآية ، الذين اتبعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك قبل الشأم في لهبان الحر على ما يعلم الله من الجهد ، أصابهم فيها جهد شديد ، حتى لقد ذكر لنا أن الرجلين كانا يشقان التمرة بينهما ، وكان النفر يتناولون التمرة بينهم ، يمصها هذا ثم يشرب عليها ، ثم يمصها هذا ثم يشرب عليها ، فتاب الله عليهم وأقفلهم من غزوهم .

17429 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عتبة بن أبي عتبة ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن عبد الله بن عباس : أنه قيل لعمر بن الخطاب - رحمة الله عليه - في شأن العسرة ، فقال عمر : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك في قيظ شديد ، فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش ، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع ، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع ، حتى إن الرجل لينحر بعيره ، فيعصر فرثه فيشربه ، ويجعل ما بقي على كبده . فقال أبو بكر يا رسول الله : إن الله قد عودك في الدعاء خيرا ، فادع لنا . قال : تحب ذلك ؟ قال : نعم . فرفع يديه ، فلم يرجعهما حتى قالت السماء ، فأظلت ، ثم سكبت ، فملئوا ما معهم ، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر .

[ ص: 542 ] 17430 - حدثني إسحاق بن زيادة العطار قال : حدثنا يعقوب بن محمد قال : حدثنا عبد الله بن وهب قال : حدثنا عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نافع بن جبير ، عن ابن عباس قال : قيل لعمر بن الخطاب - رحمة الله عليه - : حدثنا عن شأن جيش العسرة . فقال عمر : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية