القول في 
تأويل قوله تعالى ( مسلمة ) 
قال 
أبو جعفر   : ومعنى " مسلمة " " مفعلة " من " السلامة " . يقال منه : " سلمت تسلم فهي مسلمة . 
ثم اختلف أهل التأويل في المعنى الذي سلمت منه ، فوصفها الله بالسلامة منه . فقال 
مجاهد  بما : - 
1255 - حدثنا به 
محمد بن عمرو  قال ، حدثنا 
أبو عاصم  ، عن 
عيسى  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد   : " مسلمة " ، يقول : مسلمة من الشية ، و ( لا شية فيها ) ،  
[ ص: 214 ] لا بياض فيها ولا سواد  . 
1256 - حدثني 
المثنى  قال ، حدثنا 
أبو حذيفة  قال ، حدثنا 
شبل  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  مثله . 
1257 - حدثنا 
القاسم  قال ، حدثنا 
الحسين  قال ، حدثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قال ، قال 
مجاهد   : ( مسلمة ) ، قال : مسلمة من الشية ، ( لا شية فيها ) لا بياض فيها ولا سواد  . 
وقال آخرون : مسلمة من العيوب . 
ذكر من قال ذلك : 
1258 - حدثنا 
بشر  قال ، حدثنا 
يزيد  قال ، حدثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة   : ( 
مسلمة لا شية فيها  ) ، أي مسلمة من العيوب  . 
1259 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال ، أخبرنا 
عبد الرزاق  قال ، أخبرنا 
معمر  ، عن 
قتادة   : ( مسلمة ) ، يقول : لا عيب فيها . 
1260 - حدثني 
المثنى  قال ، حدثنا 
آدم  قال ، حدثنا 
أبو جعفر  ، عن 
الربيع  ، عن 
أبي العالية   : ( مسلمة ) ، يعني مسلمة من العيوب  . 
1261 - حدثت عن 
عمار  قال ، حدثنا 
ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن 
الربيع  بمثله . 
1262 - حدثنا 
القاسم  قال ، حدثنا 
الحسين  قال ، حدثني 
حجاج  قال ، قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  قال 
ابن عباس  قوله : ( مسلمة ) ، لا عوار فيها  . 
قال 
أبو جعفر   : والذي قاله 
ابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية  ومن قال بمثل قولهما في تأويل ذلك أولى بتأويل الآية مما قاله 
مجاهد   . لأن سلامتها لو كانت من سائر أنواع الألوان سوى لون جلدها ، لكان في قوله : ( مسلمة ) مكتفى عن قوله : ( لا شية فيها ) . وفي قوله : ( لا شية فيها ) ، ما يوضح عن أن معنى قوله : ( مسلمة ) ، غير معنى قوله : ( لا شية فيها ) ، وإذ كان ذلك كذلك ، فمعنى الكلام : إنه  
[ ص: 215 ] يقول : إنها بقرة لم تذللها إثارة الأرض وقلبها للحراثة ، ولا السنو عليها للمزارع ، وهي مع ذلك صحيحة مسلمة من العيوب .