1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يونس
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ( 12 ) )

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وإذا أصاب الإنسان الشدة والجهد ( دعانا لجنبه ) ، يقول : استغاث بنا في كشف ذلك عنه ( لجنبه ) ، يعني مضطجعا لجنبه . ( أو قاعدا أو قائما ) بالحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضر به ( فلما كشفنا عنه ضره ) ، يقول : فلما فرجنا عنه الجهد الذي أصابه ( مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) ، يقول : استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر ، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء أو تناساه ، وترك الشكر لربه الذي [ ص: 37 ] فرج عنه ما كان قد نزل به من البلاء حين استعاذ به ، وعاد للشرك ودعوى الآلهة والأوثان أربابا معه . يقول ، تعالى ذكره : ( كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ) ، يقول : كما زين لهذا الإنسان الذي وصفنا صفته ، استمراره على كفره بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر ، كذلك زين للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ، فتجاوزوا في القول فيهم إلى غير ما أذن الله لهم به ، ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

17578 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قوله : ( دعانا لجنبه ) ، قال : مضطجعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية