صفحة جزء
[ ص: 72 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 26 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) ، لا يغشى وجوههم كآبة ، ولا كسوف ، حتى تصير من الحزن كأنما علاها قتر .

و " القتر " الغبار ، وهو جمع " قترة " ومنه قول الشاعر :


متوج برداء الملك يتبعه موج ترى فوقه الرايات والقترا



يعني ب " القتر " الغبار .

( ولا ذلة ) ، ولا هوان ( أولئك أصحاب الجنة ) ، يقول : هؤلاء الذين وصفت صفتهم ، هم أهل الجنة وسكانها ،

ومن هو فيها ( هم فيها خالدون ) ، يقول : هم فيها ماكثون أبدا ، لا تبيد ، فيخافوا زوال نعيمهم ، ولا هم بمخرجين فتتنغص عليهم لذتهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 73 ]

وكان ابن أبي ليلى يقول في قوله : ( ولا يرهق وجوههم قتر ) ما :

17643 - حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : ( ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) ، قال : بعد نظرهم إلى ربهم .

17644 - حدثني المثنى قال : حدثنا الحجاج ومعلى بن أسد قالا حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى بنحوه .

17645 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس قوله : ( ولا يرهق وجوههم قتر ) ، قال : سواد الوجوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية