1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يونس
  4. القول في تأويل قوله تعالى " قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون ( 34 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) ، يا محمد ( هل من شركائكم ) ، يعني من الآلهة والأوثان ( من يبدأ الخلق ثم يعيده ) يقول : من ينشئ خلق شيء من غير أصل ، فيحدث خلقه ابتداء ( ثم يعيده ) يقول : ثم يفنيه بعد إنشائه ، ثم يعيده كهيئته قبل أن يفنيه ، فإنهم لا يقدرون على دعوى ذلك لها . وفي ذلك الحجة القاطعة والدلالة الواضحة على أنهم في دعواهم أنها أرباب ، وهي لله في العبادة شركاء ، كاذبون مفترون .

فقل لهم حينئذ ، يا محمد : الله يبدأ الخلق فينشئه من غير شيء ، ويحدثه من [ ص: 86 ] غير أصل ، ثم يفنيه إذا شاء ، ثم يعيده إذا أراد كهيئته قبل الفناء ( فأنى تؤفكون ) يقول : فأي وجه عن قصد السبيل وطريق الرشد تصرفون وتقلبون ؟ كما :

17659 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الحسن : ( فأنى تؤفكون ) قال : أنى تصرفون ؟

وقد بينا اختلاف المختلفين في تأويل قوله : ( أنى تؤفكون ) ، والصواب من القول في ذلك عندنا ، بشواهده في " سورة الأنعام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية