[ ص: 157 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( 
قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين  ( 78 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول ، تعالى ذكره : قال 
فرعون  وملؤه 
لموسى   : ( 
أجئتنا لتلفتنا  ) ، يقول : لتصرفنا وتلوينا ( 
عما وجدنا عليه آباءنا  ) من قبل مجيئك ، من الدين . 
يقال منه : " لفت فلان [ عنق فلان " إذا لواها ، كما قال رؤبة ] : 
لفتا وتهزيعا سواء اللفت 
" التهزيع " : الدق ، و " اللفت " اللي ، كما : 
17765 - حدثنا 
محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا 
محمد بن ثور  عن 
معمر  عن 
قتادة   : ( لتلفتنا ) ، قال : لتلوينا عما وجدنا عليه آباءنا . 
وقوله : ( 
وتكون لكما الكبرياء في الأرض  ) ، يعني العظمة ، وهي " الفعلياء " من " الكبر " . ومنه قول 
ابن الرقاع :   [ ص: 158 ] سؤددا غير فاحش لا يدا     نيه تجبارة ولا كبرياء 
17766 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
ابن نمير  عن 
ورقاء  عن 
ابن أبي نجيح  عن 
مجاهد   : ( 
وتكون لكما الكبرياء في الأرض  ) ، قال : الملك . 
17767 - . . . . قال : حدثنا 
أبو معاوية  عن 
الأعمش  عن 
مجاهد   : ( 
وتكون لكما الكبرياء في الأرض  ) ، قال : السلطان في الأرض . 
17768 - . . . . قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13853محمد بن بكر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قال : بلغني ، عن 
مجاهد  قال : الملك في الأرض . 
17769 - . . . . قال : حدثنا 
المحاربي  عن 
جويبر  عن 
الضحاك   : ( 
وتكون لكما الكبرياء في الأرض  ) ، قال : الطاعة . 
17770 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل  عن 
ابن أبي نجيح  عن 
مجاهد   : ( 
وتكون لكما الكبرياء في الأرض  ) قال : الملك . 
17771 - . . . . قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
عبد الله  عن 
ورقاء  عن 
ابن أبي نجيح  عن 
مجاهد  مثله . 
17772 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  عن 
مجاهد  مثله .  
[ ص: 159 ] 
17773 - حدثني 
الحارث  قال : حدثنا 
عبد العزيز  قال : حدثنا 
سفيان  عن 
الأعمش  عن 
مجاهد  قال : السلطان في الأرض . 
قال 
أبو جعفر   : وهذه الأقوال كلها متقاربات المعاني ، وذلك أن الملك سلطان ، والطاعة ملك ، غير أن معنى " الكبرياء " هو ما ثبت في كلام العرب ، ثم يكون ذلك عظمة بملك وسلطان وغير ذلك . 
وقوله : ( 
وما نحن لكما بمؤمنين  ) ، يقول : " وما نحن لكما " يا 
موسى  وهارون   " بمؤمنين " يعني بمقرين بأنكما رسولان أرسلتما إلينا .