1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يونس
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ( 87 ) )

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وأوحينا إلى موسى وأخيه أن اتخذا لقومكما بمصر بيوتا .

يقال منه : " تبوأ فلان لنفسه بيتا " إذا اتخذه . وكذلك تبوأ مصحفا " إذا اتخذه ، " وبوأته أنا بيتا " : إذا اتخذته له .

( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، يقول : واجعلوا بيوتكم مساجد تصلون فيها . [ ص: 172 ]

واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) .

فقال بعضهم في ذلك نحو الذي قلنا فيه .

ذكر من قال ذلك :

17793 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن حميد عن عكرمة عن ابن عباس : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : مساجد .

17794 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) قال : أمروا أن يتخذوها مساجد .

17795 - . . . . قال حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال : حدثنا زهير قال : حدثنا خصيف عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله تعالى : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : كانوا يفرقون من فرعون وقومه أن يصلوا ، فقال لهم : ( اجعلوا بيوتكم قبلة ) ، يقول : اجعلوها مسجدا حتى تصلوا فيها .

17796 - حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : خافوا ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .

17797 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان عن منصور عن إبراهيم : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) قال : كانوا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .

17798 - حدثني المثنى قال : حدثنا الحماني قال : حدثنا شبل عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : كانوا خائفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .

17799 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : كانوا لا يصلون إلا في البيع ، وكانوا لا يصلون إلا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . [ ص: 173 ]

17800 - . . . . قال : حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال : كانوا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .

17801 - قال : حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن السدي عن أبي مالك : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) قال : كانت بنو إسرائيل تخاف فرعون فأمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد يصلون فيها .

17802 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال : أخبرنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس في قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، يقول : مساجد .

17803 - . . . . قال : حدثنا أحمد بن يونس قال : حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : كانوا يصلون في بيوتهم يخافون .

17804 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا زيد بن الحباب عن أبي سنان عن الضحاك : ( أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا ) ، قال : مساجد .

17805 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم في قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : كانوا خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .

17806 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : قال أبي اجعلوا في بيوتكم مساجدكم تصلون فيها ، تلك " القبلة " .

وقال آخرون : معنى ذلك : واجعلوا مساجدكم قبل الكعبة . [ ص: 174 ]

ذكر من قال ذلك :

17807 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا حكام عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) يعني الكعبة .

17808 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) ، قال : قالت بنو إسرائيل لموسى : لا نستطيع أن نظهر صلاتنا مع الفراعنة! فأذن الله لهم أن يصلوا في بيوتهم ، وأمروا أن يجعلوا بيوتهم قبل القبلة .

17809 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال : قال ابن عباس في قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، يقول : وجهوا بيوتكم " مساجدكم " نحو القبلة ، ألا ترى أنه يقول : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ) [ سورة النور : 36 ] .

17810 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : قبل القبلة .

17811 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : ( بيوتكم قبلة ) ، قال : نحو الكعبة ، حين خاف موسى ومن معه من فرعون أن يصلوا في الكنائس الجامعة ، فأمروا أن يجعلوا في بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة يصلون فيها سرا .

17812 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، ثم ذكر مثله سواء .

17813 - . . . . قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : [ ص: 175 ] ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا ) ، مساجد .

17814 - . . . . قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله عن ورقاء عن ابن نجيح عن مجاهد : في قوله : ( أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا ) ، قال : مصر " الإسكندرية " .

17815 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ) قال : وذلك حين منعهم فرعون الصلاة ، فأمروا أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم ، وأن يوجهوا نحو القبلة .

17816 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة : ( بيوتكم قبلة ) ، قال : نحو القبلة .

17817 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا إسحاق عن أبي سنان عن الضحاك : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا ) قال : مساجد ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : قبل القبلة .

وقال آخرون : معنى ذلك : واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا .

ذكر من قال ذلك :

17818 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء عن سعيد بن جبير : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، قال : يقابل بعضها بعضا .

قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، القول الذي قدمنا بيانه ، وذلك أن الأغلب من معاني " البيوت " وإن كانت المساجد بيوتا البيوت المسكونة ، إذا ذكرت باسمها المطلق دون المساجد . لأن " المساجد " لها اسم هي به معروفة ، خاص لها ، وذلك " المساجد " . فأما " البيوت " المطلقة بغير وصلها بشيء ، ولا إضافتها إلى شيء ، فالبيوت المسكونة . [ ص: 176 ]

وكذلك " القبلة " الأغلب من استعمال الناس إياها في قبل المساجد وللصلوات .

فإذا كان ذلك كذلك ، وكان غير جائز توجيه معاني كلام الله إلا إلى الأغلب من وجوهها المستعمل بين أهل اللسان الذي نزل به ، دون الخفي المجهول ، ما لم تأت دلالة تدل على غير ذلك ولم يكن على قوله : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، دلالة تقطع العذر بأن معناه غير الظاهر المستعمل في كلام العرب لم يجز لنا توجيهه إلى غير الظاهر الذي وصفنا .

وكذلك القول في قوله ( قبلة )

( وأقيموا الصلاة ) ، يقول ، تعالى ذكره : وأدوا الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها . . وقوله : ( وبشر المؤمنين ) يقول جل ثناؤه لنبيه عليه الصلاة والسلام : وبشر مقيمي الصلاة المطيعي الله ، يا محمد المؤمنين بالثواب الجزيل منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية