القول في تأويل قوله تعالى : (
ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ( 9 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : ولئن أذقنا الإنسان منا رخاء وسعة في الرزق والعيش ، فبسطنا عليه من الدنيا وهي " الرحمة " التي ذكرها - تعالى ذكره - في هذا الموضع (
ثم نزعناها منه ) ، يقول : ثم سلبناه ذلك ، فأصابته مصائب أجاحته فذهبت به (
إنه ليئوس كفور ) ، يقول : يظل قنطا من رحمة الله ، آيسا من الخير .
وقوله : " يئوس " ، " فعول " من قول القائل : " يئس فلان من كذا ، فهو يئوس " ، إذا كان ذلك صفة له . .
وقوله : " كفور " يقول : هو كفور لمن أنعم عليه ، قليل الشكر لربه المتفضل عليه ، بما كان وهب له من نعمته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
[ ص: 256 ]
ذكر من قال ذلك :
18004 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : (
ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ) قال : يا ابن آدم ، إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية ، فكفور لما بك منها ، وإذا نزعت منك نبتغي قدعك وعقلك فيئوس من روح الله ، قنوط من رحمته ، كذلك المرء المنافق والكافر .