[ ص: 356 ] القول في تأويل 
قوله تعالى : ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين  ( 49 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره لنبيه 
محمد  صلى الله عليه وسلم : هذه القصة التي أنبأتك بها من قصة 
نوح  وخبره وخبر قومه ( 
من أنباء الغيب  ) ، يقول : هي من أخبار الغيب التي لم تشهدها فتعلمها ( 
نوحيها إليك  ) ، يقول : نوحيها إليك نحن ، فنعرفكها ( 
ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا  ) ، الوحي الذي نوحيه إليك ، ( فاصبر ) ، على القيام بأمر الله وتبليغ رسالته ، وما تلقى من مشركي قومك ، كما صبر 
نوح   ( 
إن العاقبة للمتقين  ) ، يقول : إن 
الخير من عواقب الأمور لمن اتقى الله ، فأدى فرائضه ، واجتنب معاصيه ، فهم الفائزون بما يؤملون من النعيم في الآخرة ، والظفر في الدنيا بالطلبة ، كما كانت عاقبة نوح إذ صبر لأمر الله ، أن نجاه من الهلكة مع من آمن به ، وأعطاه في الآخرة ما أعطاه من الكرامة ، وغرق المكذبين به فأهلكهم جميعهم . 
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
18259 - حدثنا 
بشر  قال ، حدثنا 
يزيد  قال ، حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : ( 
تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا  ) ، القرآن ، وما كان علم 
محمد  صلى الله عليه وسلم وقومه ما صنع 
نوح  وقومه ، لولا ما بين الله في كتابه .