1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يوسف
  4. القول في تأويل قوله تعالى " واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب "
صفحة جزء
[ القول في تأويل قوله تعالى : ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ( 25 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : واستبق يوسف وامرأة العزيز باب البيت ، أما يوسف ففرارا من ركوب الفاحشة لما رأى برهان ربه فزجره عنها ، وأما المرأة فطلبها ليوسف لتقضي حاجتها منه التي راودته عليها ، فأدركته فتعلقت بقميصه ، فجذبته إليها مانعة له من الخروج من الباب ، ، فقدته من دبر يعني : شقته من خلف لا من قدام ، لأن يوسف كان هو الهارب ، وكانت هي الطالبة ، كما : -

19091 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن [ ص: 51 ] معمر ، عن قتادة : ( واستبقا الباب ) ، قال : استبق هو والمرأة الباب ، ( وقدت قميصه من دبر ) .

19092 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : لما رأى برهان ربه ، انكشف عنها هاربا ، واتبعته ، فأخذت قميصه من دبر ، فشقته عليه .

وقوله : ( وألفيا سيدها لدى الباب ) ، يقول جل ثناؤه : وصادفا سيدها وهو زوج المرأة " لدى الباب " ، يعني : عند الباب . كالذي : -

19093 - حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا الثوري ، عن رجل ، عن مجاهد : ( وألفيا سيدها ) ، قال : سيدها : زوجها ، ( لدى الباب ) ، قال : عند الباب .

19094 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن أشعث ، عن الحسن ، عن زيد بن ثابت ، قال : " السيد " ، الزوج .

19095 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وألفيا سيدها لدى الباب ) ، أي : عند الباب .

19096 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي : ( وألفيا سيدها لدى الباب ) ، قال : جالسا عند الباب وابن عمها معه ، فلما رأته قالت : ما جزاء من أراد بأهلك سوءا؟ إنه راودني عن نفسي ، فدفعته عن نفسي ، فشققت قميصه . قال يوسف : بل هي راودتني عن نفسي ، وفررت منها فأدركتني ، فشقت قميصي . فقال ابن عمها : تبيان هذا في القميص ، [ ص: 52 ] فإن كان القميص ، قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين . فأتي بالقميص ، فوجده قد من دبر قال : ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) .

19097 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : ( وألفيا سيدها لدى الباب ) ، إطفير ، قائما على باب البيت ، فقالت وهابته : ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ) ولطخته مكانها بالسيئة ، فرقا من أن يتهمها صاحبها على القبيح . فقال هو ، وصدقه الحديث : ( هي راودتني عن نفسي ) .

وقوله : ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ) يقول تعالى ذكره : قالت امرأة العزيز لزوجها لما ألفياه عند الباب ، فخافت أن يتهمها بالفجور : ما ثواب رجل أراد بامرأتك الزنا إلا أن يسجن في السجن ، أو إلا عذاب أليم يقول : موجع .

وإنما قال : ( إلا أن يسجن أو عذاب أليم ) ، لأن قوله : ( إلا أن يسجن ) ، بمعنى إلا السجن ، فعطف " العذاب " عليه ; وذلك أن " أن " وما عملت فيه بمنزلة الاسم .

التالي السابق


الخدمات العلمية