1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يوسف
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ( 52 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، هذا الفعل الذي فعلته ، من ردي رسول الملك إليه ، وتركي إجابته والخروج إليه ، ومسألتي إياه أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن عن شأنهن إذ قطعن أيديهن ، إنما فعلته ليعلم أني لم أخنه في زوجته " بالغيب " ، يقول : لم أركب منها فاحشة في حال غيبته عني . وإذا لم يركب ذلك بمغيبه ، فهو في حال مشهده إياه أحرى أن يكون بعيدا من ركوبه ، كما : -

19421 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : يقول يوسف : ( ذلك ليعلم ) ، إطفير سيده ( أني لم أخنه بالغيب ) ، أني لم أكن لأخالفه إلى أهله من حيث لا يعلمه . [ ص: 141 ]

19422 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، يوسف يقوله .

19423 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) يوسف يقوله : لم أخن سيدي .

19424 - . . . . قال حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال يوسف يقوله .

19425 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال : هذا قول يوسف .

19426 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، في قوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال هو يوسف ، لم يخن العزيز في امرأته .

19427 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول ، حدثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " ، هو يوسف يقول : لم أخن الملك بالغيب .

وقوله : ( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ) ، يقول : فعلت ذلك ليعلم سيدي أني لم أخنه بالغيب ( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ) ، يقول : وأن الله لا يسدد صنيع من خان الأمانات ، ولا يرشد فعالهم في خيانتهموها . [ ص: 142 ]

واتصل قوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، بقول امرأة العزيز : ( أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ) ، لمعرفة السامعين لمعناه ، كاتصال قول الله : ( وكذلك يفعلون ) ، بقول المرأة : ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) ، [ سورة النمل : 34 ] وذلك أن قوله : ( وكذلك يفعلون ) ، خبر مبتدأ ، وكذلك قول فرعون لأصحابه في " سورة الأعراف " ، ( فماذا تأمرون ) ، وهو متصل بقول الملأ ( يريد أن يخرجكم من أرضكم ) [ سورة الأعراف : 110 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية