1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يوسف
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة "
صفحة جزء
[ القول في تأويل قوله تعالى : ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ( 67 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال يعقوب لبنيه لما أرادوا الخروج من عنده إلى مصر ليمتاروا الطعام : يا بني لا تدخلوا مصر من طريق واحد ، وادخلوا من أبواب متفرقة . [ ص: 165 ]

وذكر أنه قال ذلك لهم ، لأنهم كانوا رجالا لهم جمال وهيأة ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعة من طريق واحد ، وهم ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يفترقوا في الدخول إليها . كما : -

19487 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا يزيد الواسطي ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، قال : خاف عليهم العين .

19488 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( يا بني لا تدخلوا من باب واحد ) خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم العين على بنيه ، كانوا ذوي صورة وجمال .

19489 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، قال : كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم أنفس الناس .

19490 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، قال : رهب يعقوب عليه السلام عليهم العين .

19491 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال ، سمعت أبا معاذ قال ، أخبرنا عبيد بن سليمان ، قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : ( لا تدخلوا من باب واحد ) ، خشي يعقوب على ولده العين .

19492 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب : ( لا تدخلوا من باب واحد ) ، قال : خشي عليهم العين . [ ص: 166 ]

19493 - . . . قال ، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال : خاف يعقوب صلى الله عليه وسلم على بنيه العين ، فقال : ( يا بني لا تدخلوا من باب واحد ) . فيقال : هؤلاء لرجل واحد! ولكن ادخلوا من أبواب متفرقة .

19494 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : لما أجمعوا الخروج يعني ولد يعقوب قال يعقوب : ( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) ، خشي عليهم أعين الناس ، لهيأتهم ، وأنهم لرجل واحد .

وقوله : ( وما أغني عنكم من الله من شيء ) ، يقول : وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء الله الذي قد قضاه عليكم من شيء صغير ولا كبير ، لأن قضاءه نافذ في خلقه ( إن الحكم إلا لله ) ، يقول : ما القضاء والحكم إلا لله دون ما سواه من الأشياء ، فإنه يحكم في خلقه بما يشاء ، فينفذ فيهم حكمه ، ويقضي فيهم ، ولا يرد قضاؤه ( عليه توكلت ) ، يقول : على الله توكلت فوثقت به فيكم وفي حفظكم علي ، حتى يردكم إلي وأنتم سالمون معافون ، لا على دخولكم مصر إذا دخلتموها من أبواب متفرقة ( وعليه فليتوكل المتوكلون ) ، يقول : وإلى الله فليفوض أمورهم المفوضون .

التالي السابق


الخدمات العلمية