1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة يوسف
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء "
صفحة جزء
[ ص: 167 ] [ القول في تأويل قوله تعالى : ( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 68 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولما دخل ولد يعقوب ( من حيث أمرهم أبوهم وذلك دخولهم مصر من أبواب متفرقة ما كان يغني ) ، دخولهم إياها كذلك ( عنهم ) من قضاء الله الذي قضاه فيهم فحتمه ، ( من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) ، إلا أنهم قضوا وطرا ليعقوب بدخولهم لا من طريق واحد خوفا من العين عليهم ، فاطمأنت نفسه أن يكونوا أوتوا من قبل ذلك أو نالهم من أجله مكروه . كما : -

19495 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) ، خيفة العين على بنيه .

19496 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

19497 - . . . قال : أخبرنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

19498 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) ، قال : خشية العين عليهم . [ ص: 168 ]

19499 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قوله : ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) ، قال : ما تخوف على بنيه من أعين الناس لهيأتهم وعدتهم .

وقوله : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) ، يقول تعالى ذكره : وإن يعقوب لذو علم لتعليمنا إياه .

وقيل : معناه وإنه لذو حفظ لما استودعنا صدره من العلم .

واختلف عن قتادة في ذلك :

19500 - فحدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) : أي : مما علمناه .

19501 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن الزبير ، عن سفيان ، عن ابن أبي عروبة عن قتادة : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) ، قال : إنه لعامل بما علم .

19502 - . . . قال المثنى قال إسحاق قال عبد الله قال سفيان : ( إنه لذو علم ) ، مما علمناه . وقال : من لا يعمل لا يكون عالما .

( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، يقول جل ثناؤه : ولكن كثيرا من الناس غير يعقوب ، لا يعلمون ما يعلمه ، لأنا حرمناه ذلك فلم يعلمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية