صفحة جزء
[ القول في تأويل قوله تعالى : ( قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ( 91 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : قال إخوة يوسف له : تالله لقد فضلك الله علينا ، وآثرك بالعلم والحلم والفضل ( وإن كنا لخاطئين ) ، يقول : وما كنا في فعلنا الذي فعلنا بك ، في تفريقنا بينك وبين أبيك وأخيك وغير ذلك من صنيعنا الذي صنعنا بك ، إلا خاطئين يعنون : مخطئين .

يقال منه : " خطئ فلان يخطأ خطأ وخطأ ، وأخطأ يخطئ إخطاء " ، [ ص: 246 ] ومن ذلك قول أمية بن الأسكر :


وإن مهاجرين تكنفاه لعمر الله قد خطئا وحابا

[ ص: 247 ]

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

19793 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال : لما قال لهم يوسف : ( أنا يوسف وهذا أخي ) اعتذروا إليه وقالوا : ( تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) فيما كنا صنعنا بك .

19794 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( تالله لقد آثرك الله علينا ) وذلك بعد ما عرفهم أنفسهم ، يقول : جعلك الله رجلا حليما .

التالي السابق


الخدمات العلمية