صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ( 8 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ( وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد ) منكرين قدرة الله على إعادتهم خلقا جديدا بعد فنائهم وبلائهم ، ولا ينكرون قدرته على ابتدائهم وتصويرهم في الأرحام ، وتدبيرهم وتصريفهم فيها حالا بعد حال فابتدأ الخبر عن ذلك ابتداء ، والمعنى فيه ما وصفت ، فقال جل ثناؤه : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد ) ، يقول : وما تنقص الأرحام من حملها في الأشهر التسعة بإرسالها دم الحيض [ ص: 359 ] ( وما تزداد ) في حملها على الأشهر التسعة لتمام ما نقص من الحمل في الأشهر التسعة بإرسالها دم الحيض ( وكل شي عنده بمقدار ) لا يجاوز شيء من قدره عن تقديره ، ولا يقصر أمر أراده فدبره عن تدبيره ، كما لا يزداد حمل أنثى على ما قدر له من الحمل ، ولا يقصر عما حد له من القدر .

و "المقدار" مفعال من "القدر" .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

20163 - حدثني يعقوب بن ماهان قال : حدثنا القاسم بن مالك ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام ) ، قال : ما رأت المرأة من يوم دما على حملها زاد في الحمل يوما .

20164 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام ) ، يعني السقط ( وما تزداد ) ، يقول : ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما . وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ، ومنهن من تحمل تسعة أشهر ، ومنهن من تزيد في الحمل ، ومنهن من تنقص . فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله ، وكل ذلك بعلمه .

20165 - حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال : حدثنا عبد السلام قال : حدثنا خصيف ، عن مجاهد أو سعيد بن جبير في قول الله : ( وما تغيض الأرحام ) قال : غيضها ، دون التسعة والزيادة فوق التسعة . [ ص: 360 ]

20166 - حدثني يعقوب قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا أبو بشر ، عن مجاهد ، أنه قال : "الغيض" ما رأت الحامل من الدم في حملها فهو نقصان من الولد ، و "الزيادة" ما زاد على التسعة أشهر ، فهو تمام للنقصان وهو زيادة .

20167 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الصمد قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : ما ترى من الدم ، وما تزداد على تسعة أشهر .

20168 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، أنه قال : ( يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد ) ، قال : ما زاد على التسعة الأشهر ( وما تغيض الأرحام ) ، قال : الدم تراه المرأة في حملها .

20169 - حدثني المثنى حدثنا عمرو بن عون ، والحجاج بن المنهال قالا حدثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : الغيض : الحامل ترى الدم في حملها فهو "الغيض" وهو نقصان من الولد . وما زاد على تسعة أشهر فهو تمام لذلك النقصان ، وهي الزيادة .

20170 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عبد السلام ، عن خصيف ، عن مجاهد : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : إذا رأت دون التسعة ، زاد على التسعة مثل أيام الحيض .

20171 - حدثنا أحمد قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وما تغيض الأرحام ) قال : خروج الدم ( وما تزداد ) قال : استمساك الدم .

20172 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وما تغيض الأرحام ) إراقة المرأة حتى يخس الولد ( وما تزداد ) قال : إن لم تهرق المرأة تم الولد وعظم . [ ص: 361 ]

20173 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا شعبة ، عن جعفر ، عن مجاهد ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : المرأة ترى الدم ، وتحمل أكثر من تسعة أشهر .

20174 - حدثنا الحسن قال : حدثنا محمد بن الصباح قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام ) ، قال : هي المرأة ترى الدم في حملها .

20175 - . . . . . . قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) إهراق الدم حتى يخس الولد و "تزداد" إن لم تهرق المرأة تم الولد وعظم .

20176 - . . . . . . قال : حدثنا الحكم بن موسى قال : حدثنا هقل ، عن عثمان بن الأسود قال : قلت لمجاهد : امرأتي رأت دما ، وأرجو أن تكون حاملا! قال أبو جعفر : هكذا هو في الكتاب فقال مجاهد : ذاك غيض الأرحام : ( يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) ، الولد لا يزال يقع في النقصان ما رأت الدم ، فإذا انقطع الدم وقع في الزيادة ، فلا يزال حتى يتم ، فذلك قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) . [ ص: 362 ]

20177 - . . . . . قال : حدثنا محمد بن الصباح قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا أبو بشر ، عن مجاهد ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) ، قال : "الغيض" الحامل ترى الدم في حملها ، وهو "الغيض" وهو نقصان من الولد . فما زادت على التسعة الأشهر فهي الزيادة ، وهو تمام للولادة .

20178 - حدثنا ابن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب قال : حدثنا داود ، عن عكرمة في هذه الآية : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام ) ، قال : كلما غاضت بالدم ، زاد ذلك في الحمل .

20179 - . . . . . . قال : حدثنا عبد الأعلى قال : حدثنا داود ، عن عكرمة نحوه .

20180 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن عاصم ، عن عكرمة : ( وما تغيض الأرحام ) قال : غيض الرحم : الدم على الحمل كلما غاض الرحم من الدم يوما زاد في الحمل يوما حتى تستكمل وهي طاهرة .

20181 - . . . . . . قال : حدثنا عباد ، عن سعيد ، عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، مثله .

20182 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا الوليد بن صالح قال : حدثنا أبو يزيد ، عن عاصم ، عن عكرمة في هذه الآية : ( وما تغيض الأرحام ) ، قال : هو الحيض على الحمل ( وما تزداد ) قال : فلها بكل يوم حاضت على حملها يوم تزداده في طهرها حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا .

20183 - . . . . . . قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا عمران بن حدير ، عن عكرمة في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : ما رأت الدم في حملها زاد في حملها .

20184 - حدثنا عبد الحميد بن بيان قال : أخبرنا إسحاق ، عن جويبر ، [ ص: 363 ] عن الضحاك ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) "ما تغيض" أقل من تسعة "وما تزداد" أكثر من تسعة .

20185 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا ابن المبارك ، عن الحسن بن يحيى قال : سمعت الضحاك يقول : قد يولد المولود لسنتين . قد كان الضحاك ولد لسنتين ، و "الغيض" ما دون التسعة ( وما تزداد ) فوق تسعة أشهر .

20186 - . . . . . . قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا سفيان ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : دون التسعة ، وما تزداد : قال : فوق التسعة .

20187 - . . . . . . قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا سفيان ، عن جويبر ، عن الضحاك قال : ولدت لسنتين .

20188 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد بن نصر قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن الحسن بن يحيى قال : حدثنا الضحاك : أن أمه حملته سنتين . قال : ( وما تغيض الأرحام ) قال : ما تنقص من التسعة ( وما تزداد ) قال : ما فوق التسعة .

20189 - . . . قال : حدثنا عمرو بن عون ؛ قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام ) ، قال : كل أنثى من خلق الله .

20190 - . . . قال : حدثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ومنصور ، عن الحسن قالا "الغيض" ما دون التسعة الأشهر . [ ص: 364 ]

20191 - . . . قال : حدثنا سويد قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن داود بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن جميلة بنت سعد ، عن عائشة قالت : لا يكون الحمل أكثر من سنتين ، قدر ما يتحول ظل مغزل .

20192 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي : ( وما تغيض الأرحام ) قال : هو الحمل لتسعة أشهر وما دون التسعة ( وما تزداد ) قال : على التسعة .

20193 - . . . قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير : ( وما تغيض الأرحام ) قال : حيض المرأة على ولدها .

20194 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) . قال : "الغيض" السقط ( وما تزداد ) ، فوق التسعة الأشهر .

20195 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن سعيد بن جبير : إذا رأت المرأة الدم على الحمل ، فهو "الغيض" للولد . يقول : نقصان في غذاء الولد ، وهو زيادة في الحمل .

20196 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : كان الحسن يقول : "الغيضوضة" أن تضع المرأة لستة أشهر أو لسبعة أشهر ، أو لما دون الحد قال قتادة : وأما الزيادة ، فما زاد على تسعة أشهر .

20197 - حدثني الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا قيس ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير قال : غيض الرحم : أن ترى الدم على [ ص: 365 ] حملها . فكل شيء رأت فيه الدم على حملها ، ازدادت على حملها مثل ذلك .

20198 - . . . . قال حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قيس بن سعد ، عن مجاهد قال : إذا رأت الحامل الدم كان أعظم للولد .

20199 - حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) ، "الغيض" النقصان من الأجل ، و "الزيادة" ما زاد على الأجل . وذلك أن النساء لا يلدن لعدة واحدة ، يولد المولود لستة أشهر فيعيش ، ويولد لسنتين فيعيش ، وفيما بين ذلك . قال : وسمعت الضحاك يقول : ولدت لسنتين ، وقد نبتت ثناياي .

20200 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وما تغيض الأرحام ) قال : غيض الأرحام : الإهراقة التي تأخذ النساء على الحمل ، وإذا جاءت تلك الإهراقة لم يعتد بها من الحمل ، ونقص ذلك حملها حتى يرتفع ذلك . وإذا ارتفع استقبلت عدة مستقبلة تسعة أشهر . وأما ما دامت ترى الدم ، فإن الأرحام تغيض وتنقص ، والولد يرق . فإذا ارتفع ذلك الدم ربا الولد واعتدت حين يرتفع عنها ذلك الدم عدة الحمل تسعة أشهر ، وما كان قبله فلا تعتد به ، هو هراقة ، يبطل ذلك أجمع أكتع .

وقوله : ( وكل شيء عنده بمقدار ) .

20201 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وكل شيء عنده بمقدار ) إي والله ، لقد حفظ عليهم رزقهم وآجالهم ، وجعل لهم أجلا معلوما .

التالي السابق


الخدمات العلمية