صفحة جزء
[ ص: 430 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ( 26 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الله يوسع على من يشاء من خلقه في رزقه ، فيبسط له منه لأن منهم من لا يصلحه إلا ذلك ( ويقدر ) ، يقول : ويقتر على من يشاء منهم في رزقه وعيشه ، فيضيقه عليه؛ لأنه لا يصلحه إلا الإقتار ( وفرحوا بالحياة الدنيا ) ، يقول تعالى ذكره : وفرح هؤلاء الذين بسط لهم في الدنيا من الرزق على كفرهم بالله ومعصيتهم إياه بما بسط لهم فيها ، وجهلوا ما عند الله لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة من الكرامة والنعيم .

ثم أخبر جل ثناؤه عن قدر ذلك في الدنيا فيما لأهل الإيمان به عنده في الآخرة وأعلم عباده قلته ، فقال : ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) ، يقول : وما جميع ما أعطي هؤلاء في الدنيا من السعة وبسط لهم فيها من الرزق ورغد العيش ، فيما عند الله لأهل طاعته في الآخرة ( إلا متاع ) قليل ، وشيء حقير ذاهب . كما : -

20353 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( إلا متاع ) قال : قليل ذاهب .

20354 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد

20355 - . . . قال : وحدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) ، قال : قليل ذاهب .

[ ص: 431 ]

20356 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن بكير بن الأخنس ، عن عبد الرحمن بن سابط في قوله : ( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) قال : كزاد الراعي ، يزوده أهله الكف من التمر ، أو الشيء من الدقيق ، أو الشيء يشرب عليه اللبن .

التالي السابق


الخدمات العلمية