1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة إبراهيم
  4. القول في تأويل قوله تعالى "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا "
صفحة جزء
[ ص: 589 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ( 27 ) )

قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : ( يثبت الله الذين آمنوا ) ، يحقق الله أعمالهم وإيمانهم ( بالقول الثابت ) ، يقول : بالقول الحق ، وهو - فيما قيل - شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله .

وأما قوله : ( في الحياة الدنيا ) ، فإن أهل التأويل اختلفوا فيه ، فقال بعضهم : عنى بذلك أن الله يثبتهم في قبورهم قبل قيام الساعة .

ذكر من قال ذلك :

20758 - حدثني أبو السائب سلم بن جنادة قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب ، في قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال : التثبيت في الحياة الدنيا إذا أتاه الملكان في القبر فقالا له : من ربك؟ فقال : ربي الله . فقالا له : ما دينك؟ قال : ديني الإسلام . فقالا له : من نبيك؟ قال : نبيي محمد صلى الله عليه وسلم . فذلك التثبيت في الحياة الدنيا . [ ص: 590 ]

20759 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا جابر بن نوح ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب ، بنحو منه في المعنى .

20760 - حدثني عبد الله بن إسحاق الناقد الواسطي قال : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن والكافر ، فقال : إن المؤمن إذا سئل في قبره قال : ربي الله ، فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) . [ ص: 591 ]

20761 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا هشام بن عبد الملك قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني علقمة بن مرثد قال : سمعت سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن المسلم إذا سئل في القبر فيشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . قال : فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

20762 - حدثني الحسين بن سلمة بن أبي كبشة ، ومحمد بن معمر البحراني واللفظ لحديث ابن أبي كبشة قالا حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال : حدثنا عباد بن راشد ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال : [ ص: 592 ] يا أيها الناس ، إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فإذا الإنسان دفن وتفرق عنه أصحابه ، جاءه ملك بيده مطراق فأقعده فقال : ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . فيقول له : صدقت . فيفتح له باب إلى النار فيقال : هذا منزلك لو كفرت بربك ، فأما إذ آمنت به ، فإن الله أبدلك به هذا . ثم يفتح له باب إلى الجنة ، فيريد أن ينهض له ، فيقال له : اسكن . ثم يفسح له في قبره . وأما الكافر أو المنافق فيقال له : ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول : ما أدري! فيقال له : لا دريت ولا تدريت ولا اهتديت! ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له : هذا كان منزلك لو آمنت بربك ، فأما إذ كفرت فإن الله أبدلك هذا . ثم يفتح له باب إلى النار ، ثم يقمعه الملك بالمطراق قمعة يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين . قال بعض أصحابه : يا رسول الله ، ما منا أحد يقوم على رأسه ملك بيده مطراق إلا هيل عند ذلك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) . [ ص: 593 ]

20763 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وذكر قبض روح المؤمن : فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، يعني في قبره ، فيقولان : من ربك؟ فيقول : ربي الله . فيقولان : ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هو رسول الله . فيقولان : ما يدريك؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي . [ ص: 594 ] قال : فذلك قول الله عز وجل ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

20764 - حدثني أبو السائب قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه .

20765 - حدثنا ابن حميد وابن وكيع قالا حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه . [ ص: 595 ]

20766 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا ابن نمير قال : حدثنا الأعمش قال : حدثنا المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه .

20767 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا الحكم بن بشير قال : حدثنا عمرو بن قيس ، عن يونس بن خباب ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه .

20768 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر وحدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا مهدي بن ميمون جميعا عن يونس بن خباب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر قبض روح المؤمن! قال : فيأتيه آت في قبره فيقول : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم . فينتهره فيقول : من ربك؟ وما دينك؟ فهي آخر فتنة تعرض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عز وجل : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، ، فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله [ ص: 596 ] عليه وسلم . فيقال له : صدقت - واللفظ لحديث ابن عبد الأعلى .

20769 - حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال : حدثنا آدم قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال : ذاك إذا قيل في القبر : من ربك؟ وما دينك؟ فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، جاء بالبينات من عند الله فآمنت به وصدقت . فيقال له : صدقت ، على هذا عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث .

20770 - حدثنا مجاهد بن موسى ، والحسن بن محمد قالا حدثنا يزيد قال : أخبرنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه مدبرين . فإذا كان مؤمنا ، كانت الصلاة عند رأسه ، والزكاة عن يمينه ، وكان الصيام عن يساره ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فيؤتى من عند رأسه فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل . فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل . فيؤتى عن يساره فيقول الصيام : ما قبلي مدخل . فيؤتى من عند رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس : ما قبلي [ ص: 597 ] مدخل . فيقال له : اجلس؛ فيجلس ، قد تمثلت له الشمس قد دنت للغروب ، فيقال له : أخبرنا عما نسألك . فيقول : دعوني حتى أصلي . فيقال : إنك ستفعل ، فأخبرنا عما نسألك عنه! فيقول : وعم تسألون؟ فيقال : أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم ، ماذا تقول فيه ، وماذا تشهد به عليه؟ فيقول : أمحمد؟ فيقال له : نعم . فيقول أشهد أنه رسول الله ، وأنه جاء بالبينات من عند الله ، فصدقناه . فيقال له : على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله . ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له : انظر إلى ما أعد الله لك فيها ، فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له : انظر ما صرف الله عنك لو عصيته! فيزداد غبطة وسرورا . ثم يجعل نسمه في النسم الطيب ، وهي طير خضر تعلق بشجر الجنة ، ويعاد جسده إلى ما بدئ منه من التراب ، وذلك قول الله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

20771 - حدثنا الحسن بن محمد قال : حدثنا أبو قطن قال : حدثنا المسعودي ، عن عبد الله بن مخارق ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : إن المؤمن [ ص: 598 ] إذا مات أجلس في قبره ، فيقال له : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبته الله فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد . قال : فقرأ عبد الله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) . [ ص: 599 ]

20772 - حدثنا الحسن قال : حدثنا أبو خالد القرشي ، عن سفيان ، عن أبيه وحدثنا أحمد قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن خيثمة ، عن البراء ، في قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال : عذاب القبر .

20773 - حدثنا الحسن قال : حدثنا عفان قال : حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال شعبة شيئا لم أحفظه ، قال : في القبر .

20774 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) ، إلى قوله : ( ويضل الله الظالمين ) ، قال : إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة ، فسلموا عليه وبشروه بالجنة ، فإذا مات مشوا في جنازته [ ص: 600 ] ثم صلوا عليه مع الناس ، فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له : من ربك؟ فيقول : ربي الله . ويقال له : من رسولك؟ فيقول : محمد . فيقال له : ما شهادتك؟ فيقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فيوسع له في قبره مد بصره .

20775 - حدثنا الحسن قال : حدثنا حجاج قال : قال ابن جريج ، سمعت ابن طاوس يخبر عن أبيه قال : لا أعلمه إلا قال : هي في فتنة القبر ، في قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) .

20776 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه أنه كان يقول في هذه الآية : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، هي في صاحب القبر .

20777 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم ، عن العوام ، عن المسيب بن رافع : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال : نزلت في صاحب القبر .

20778 - حدثنا أحمد قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه المسيب بن رافع ، نحوه .

20779 - حدثني المثنى قال : أخبرنا إسحاق قال : حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال : أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، في قول الله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال : بلغنا أن هذه الأمة تسأل في قبورها ، فيثبت الله المؤمن في قبره حين يسأل .

20780 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو ربيعة فهد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب [ ص: 601 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر قبض روح المؤمن ، قال : فترجع روحه في جسده ، ويبعث الله إليه ملكين شديدي الانتهار ، فيجلسانه وينتهرانه ، يقولان : من ربك؟ قال : فيقول : الله . وما دينك؟ قال : الإسلام . قال : فيقولان له : ما هذا الرجل - أو النبي - الذي بعث فيكم؟ فيقول : محمد رسول الله . قال : فيقولان له : وما يدريك؟ قال : فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت! فذلك قول الله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

20781 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال : نزلت في الميت الذي يسأل في قبره عن النبي صلى الله عليه وسلم .

20782 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : في قول الله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال : بلغنا أن هذه الأمة تسأل في قبورها ، فيثبت الله المؤمن حيث يسأل .

20783 - حدثنا أحمد قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا شريك ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) [ ص: 602 ] قال : هذا في القبر مخاطبته ، وفي الآخرة مثل ذلك .

وقال آخرون : معنى ذلك : يثبت الله الذين آمنوا بالإيمان في الحياة الدنيا ، وهو "القول الثابت" "وفي الآخرة" المسألة في القبر .

ذكر من قال ذلك :

20784 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال : لا إله إلا الله ( وفي الآخرة ) ، المسألة في القبر .

20785 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، أما "الحياة الدنيا" فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وقوله : ( وفي الآخرة ) ، أي في القبر .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ما ثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وهو أن معناه : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، وذلك تثبيته إياهم في الحياة الدنيا بالإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ( وفي الآخرة ) بمثل الذي ثبتهم به في الحياة الدنيا ، وذلك في قبورهم حين يسألون عن الذي هم عليه من التوحيد والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم .

وأما قوله : ( ويضل الله الظالمين ) ، فإنه يعني أن الله لا يوفق المنافق والكافر في الحياة الدنيا وفي الآخرة عند المساءلة في القبر ، لما هدى له من الإيمان المؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 603 ]

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

20786 - حدثنا محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : أما الكافر فتنزل الملائكة إذا حضره الموت ، فيبسطون أيديهم - و "البسط" هو الضرب - يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت . فإذا أدخل قبره أقعد فقيل له : من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئا ، وأنساه الله ذكر ذلك . وإذا قيل له : من الرسول الذي بعث إليك؟ لم يهتد له ، ولم يرجع إليه شيئا ، يقول الله : ( ويضل الله الظالمين ) .

20787 - حدثني المثنى قال : حدثنا فهد بن عوف ، أبو ربيعة قال : حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الكافر حين تقبض روحه ، قال : فتعاد روحه في جسده . قال : فيأتيه ملكان شديدا الانتهار ، فيجلسانه فينتهرانه فيقولان له : من ربك؟ فيقول : لا أدري؟ قال فيقولان له : ما دينك؟ فيقول : لا أدري ، قال : فيقال له : ما هذا النبي الذي بعث فيكم؟ قال : فيقول : سمعت الناس يقولون ذلك ، لا أدري . قال : فيقولان : لا دريت . قال : وذلك قول الله : ( ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) .

وقوله : ( ويفعل الله ما يشاء ) ، يعني تعالى ذكره بذلك : وبيد الله الهداية والإضلال ، فلا تنكروا ، أيها الناس ، قدرته ، ولا اهتداء من كان منكم ضالا ولا ضلال من كان منكم مهتديا ، فإن بيده تصريف خلقه وتقليب قلوبهم ، يفعل فيهم ما يشاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية