[ ص: 314 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( 
فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بقوله جل ثناؤه : ( 
فما جزاء من يفعل ذلك منكم  ) : فليس لمن قتل منكم قتيلا ؛ فكفر بقتله إياه ، بنقض عهد الله الذي حكم به عليه في التوراة - وأخرج منكم فريقا من ديارهم مظاهرا عليهم أعداءهم من أهل الشرك ظلما وعدوانا وخلافا لما أمره الله به في كتابه الذي أنزله إلى 
موسى  جزاء - يعني "بالجزاء " : الثواب ، وهو العوض مما فعل من ذلك والأجر عليه - إلا خزي في الحياة الدنيا . و"الخزي " : الذل والصغار ، يقال منه : "خزي الرجل يخزى خزيا " ، ( في الحياة الدنيا ) ، يعني : في عاجل الدنيا قبل الآخرة . 
ثم اختلف في 
الخزي الذي أخزاهم الله بما سلف من معصيتهم إياه  . فقال بعضهم : ذلك هو حكم الله الذي أنزله إلى نبيه 
محمد  صلى الله عليه وسلم : من أخذ القاتل بمن قتل ، والقود به قصاصا ، والانتقام للمظلوم من الظالم . 
وقال آخرون : بل ذلك ، هو أخذ الجزية منهم ما أقاموا على دينهم ، ذلة لهم وصغارا . 
وقال آخرون : بل ذلك الخزي الذي جوزوا به في الدنيا : إخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم 
النضير  من ديارهم لأول الحشر ، وقتل مقاتلة 
قريظة  وسبي ذراريهم ، فكان ذلك خزيا في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذاب عظيم .