صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ( 19 ) والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ( 20 ) )

يقول تعالى ذكره : والله الذي هو إلهكم أيها الناس ، يعلم ما تسرون في أنفسكم من ضمائركم فتخفونه عن غيركم ، فما تبدونه بألسنتكم وجوارحكم وما تعلنونه بألسنتكم وجوارحكم وأفعالكم ، وهو محص ذلك كله عليكم ، حتى يجازيكم به يوم القيامة ، المحسن منكم بإحسانه ، والمسيء منكم بإساءته ، ومسائلكم عما كان منكم من الشكر في الدنيا على نعمه التي أنعمها عليكم فيها التي أحصيتم ، والتي لم تحصوا ، وقوله : ( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) [ ص: 188 ] يقول تعالى ذكره : وأوثانكم الذين تدعون من دون الله أيها الناس آلهة لا تخلق شيئا وهي تخلق ، فكيف يكون إلها ما كان مصنوعا مدبرا ، لا تملك لأنفسها نفعا ولا ضرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية