1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النحل
  4. القول في تأويل قوله تعالى "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ( 101 ) )

[ ص: 297 ] يقول تعالى ذكره : وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى ، والله أعلم بما ينزل : يقول : والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدل ويغير من أحكامه ، قالوا : إنما أنت مفتر يقول : قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله : إنما أنت يا محمد مفتر : أي مكذب تخرص بتقول الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد : إنما أنت مفتر جهال ، بأن الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته .

وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية ) قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء وحدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل وحدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية ) رفعناها فأنزلنا غيرها .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ( وإذا بدلنا آية مكان آية ) قال : نسخناها ، بدلناها ، رفعناها ، وأثبتنا غيرها .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية ) هو كقوله ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية ) قالوا : إنما أنت مفتر ، تأتي بشيء وتنقضه ، فتأتي بغيره . قال : وهذا التبديل ناسخ ، ولا نبدل آية مكان آية إلا بنسخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية