صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ( 108 ) لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ( 109 ) )

يقول تعالى ذكره : هؤلاء المشركون الذين وصفت لكم صفتهم في هذه الآيات أيها الناس ، هم القوم الذين طبع الله على قلوبهم ، فختم عليها بطابعه ، [ ص: 306 ] فلا يؤمنون ولا يهتدون ، وأصم أسماعهم فلا يسمعون داعي الله إلى الهدى ، وأعمى أبصارهم فلا يبصرون بها حجج الله إبصار معتبر ومتعظ ( وأولئك هم الغافلون ) يقول : وهؤلاء الذين جعل الله فيهم هذه الأفعال هم الساهون ، عما أعد الله لأمثالهم من أهل الكفر وعما يراد بهم .

وقوله ( لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ) الهالكون ، الذين غبنوا أنفسهم حظوظها من كرامة الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية