القول في تأويل قوله تعالى : ( 
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا  ( 14 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ( 
ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا  ) فيقال له ( 
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا  ) فترك ذكر قوله : فنقول له ، اكتفاء بدلالة الكلام عليه . وعنى بقوله ( 
اقرأ كتابك  ) : اقرأ كتاب عملك الذي عملته في الدنيا ، الذي كان كاتبانا يكتبانه ، ونحصيه عليك ( 
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا  ) يقول : حسبك اليوم نفسك عليك حاسبا يحسب عليك أعمالك ، فيحصيها عليك ، لا نبتغي عليك شاهدا غيرها ، ولا نطلب عليك محصيا سواها . 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   ( 
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا  ) سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا .