صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ( 78 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( أقم الصلاة ) يا محمد ( لدلوك الشمس ) .

واختلف أهل التأويل في الوقت الذي عناه الله بدلوك الشمس ، فقال بعضهم : هو وقت غروبها ، والصلاة التي أمر بإقامتها حينئذ : صلاة المغرب . [ ص: 513 ]

ذكر من قال ذلك :

حدثني واصل بن عبد الأعلى الأسدي ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن أبي إسحاق ، يعني الشيباني ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، أنه كان مع عبد الله بن مسعود ، على سطح حين غربت الشمس ، فقرأ ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) . حتى فرغ من الآية ، ثم قال : والذي نفسي بيده إن هذا لحين دلكت الشمس وأفطر الصائم ووقت الصلاة .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن عقبة بن عبد الغافر ، أن عبيدة بن عبد الله كتب إليه أن عبد الله بن مسعود كان إذا غربت الشمس صلى المغرب . ويفطر عندها إن كان صائما ، ويقسم عليها يمينا ما يقسمه على شيء من الصلوات بالله الذي لا إله إلا هو ، إن هذه الساعة لميقات هذه الصلاة ، ويقرأ فيها تفسيرها من كتاب الله (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) .

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : هذا دلوك الشمس ، وهذا غسق الليل ، وأشار إلى المشرق والمغرب .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عباس : دلوك الشمس : غروبها ، يقول : دلكت براح .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن أبي إسحاق . عن الأسود ، عن عبد الله ، أنه قال : حين غربت الشمس دلكت ، يعني براح مكانا .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : دلوكها : غروبها . [ ص: 514 ]

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قد ذكر لنا أن ابن مسعود كان يصليها إذا وجبت وعندها يفطر إذا كان صائما ، ثم يقسم عليها قسما لا يقسمه على شيء من الصلوات بالله الذي لا إله إلا هو ، إن هذه الساعة لميقات هذه الصلاة ، ثم يقرأ ويصليها وتصديقها من كتاب الله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : كان أبي يقول : دلوكها : حين تريد الشمس تغرب إلى أن يغسق الليل ، قال : هي المغرب حين يغسق الليل ، وتدلك الشمس للغروب .

حدثني سعيد بن الربيع ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، سمع عمرو بن دينار أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود يقول : كان عبد الله بن مسعود يصلي المغرب حين يغرب حاجب الشمس ، ويحلف أنه الوقت الذي قال الله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : قال عبد الله حين غربت الشمس : هذا والله الذي لا إله غيره وقت هذه الصلاة . وقال : دلوكها : غروبها .

وقال آخرون : دلوك الشمس : ميلها للزوال ، والصلاة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامتها عند دلوكها : الظهر .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال : دلوكها : ميلها ، يعني الشمس .

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا هشيم ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال ، في قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال : دلوكها : زوالها . [ ص: 515 ]

حدثني موسى بن عبد الرحمن ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، في قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال : دلوكها : ميلها .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين بن واقد ، عن سيار بن سلامة ، عن أبي برزة الأسلمي ، قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال : إذا زالت .

حدثنا ابن حميد مرة أخرى ، قال : ثنا أبو تميلة ، قال : ثنا الحسين بن واقد ، قال : ثنا سيار بن سلامة الرياحي ، قال : أتيت أبا برزة فسأله والدي عن مواقيت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس ، ثم تلا ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) .

حدثني الحسين بن علي الصدائي ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا مبارك ، عن الحسن ، قال : قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : الظهر دلوكها ، إذا زالت عن بطن السماء ، وكان لها في الأرض فيء .

حدثنا يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا يونس ، عن الحسن ، في قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال : دلوكها : زوالها .

حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، مثل ذلك .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن أبي جعفر في ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) قال : لزوال الشمس .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن عباس ، قال دلوك الشمس : زيغها بعد نصف النهار ، يعني الظل . [ ص: 516 ]

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : دلوك الشمس ، قال : حين تزيغ عن بطن السماء .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) أي إذا زالت الشمس عن بطن السماء لصلاة الظهر .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( لدلوك الشمس ) قال : حين تزيغ .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قال : دلوك الشمس : حين تزيغ .

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : عنى بقوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) : صلاة الظهر ، وذلك أن الدلوك في كلام العرب : الميل ، يقال منه : دلك فلان إلى كذا : إذا مال إليه . ومنه الخبر الذي روي عن الحسن أن رجلا قال له : أيدالك الرجل امرأته ؟ يعني بذلك : أيميل بها إلى المماطلة بحقها . ومنه قول الراجز :


هذا مقام قدمي رباح غدوة حتى دلكت براح

[ ص: 517 ]

ويروى : براح بفتح الباء ، فمن روى ذلك : براح ، بكسر الباء ، فإنه يعني : أنه يضع الناظر كفه على حاجبه من شعاعها ، لينظر ما لقي من غيارها ، وهذا تفسير أهل الغريب أبي عبيدة والأصمعي وأبي عمرو الشيباني وغيرهم . وقد ذكرت في الخبر الذي رويت عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال حين غربت الشمس : دلكت براح ، يعني : براح مكانا ، ولست أدري هذا التفسير ، أعني قوله : براح مكانا من كلام من هو ممن في الإسناد ، أو من كلام عبد الله ، فإن يكن من كلام عبد الله ، فلا شك أنه كان أعلم بذلك من أهل الغريب الذين ذكرت قولهم ، وأن الصواب في ذلك قوله ، دون قولهم ، وإن لم يكن من كلام عبد الله ، فإن أهل العربية كانوا أعلم بذلك منه ، ولما قال أهل الغريب في ذلك شاهدا من قول العجاج ، وهو قوله :


والشمس قد كادت تكون دنفا     أدفعها بالراح كي تزحلفا



فأخبر أنه يدفع شعاعها لينظر إلى مغيبها براحه . ومن روى ذلك بفتح الباء ، فإنه جعله اسما للشمس وكسر الحاء لإخراجه إياه على تقدير قطام وحذام ورقاش ، فإذا كان معنى الدلوك في كلام العرب هو الميل ، فلا شك أن الشمس إذا زالت عن كبد السماء ، فقد مالت للغروب ، وذلك وقت صلاة الظهر ، وبذلك ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان في إسناد بعضه بعض النظر .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا خالد بن مخلد ، قال : ثني محمد بن جعفر ، قال : ثني يحيى بن سعيد ، قال : ثني أبو بكر بن عمرو بن حزم الأنصاري ، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبرائيل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر " . [ ص: 518 ]

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا أبو تميلة ، قال : ثنا الحسين بن واقد ، قال : ثني سيار بن سلامة الرياحي ، قال : قال أبو برزة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس ، ثم تلا ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو بن قيس ، عن ابن أبي ليلى ، عن رجل ، عن جابر بن عبد الله ، قال : دعوت نبي الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء من أصحابه ، فطعموا عندي ، ثم خرجوا حين زالت الشمس ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اخرج يا أبا بكر قد دلكت الشمس " .

حدثني محمد بن عثمان الرازي ، قال : ثنا سهل بن بكار ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن الأسود بن قيس ، عن نبيح العنزي ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحو حديث ابن حميد .

فإذا كان صحيحا ما قلنا بالذي به استشهدنا ، فبين إذن أن معنى قوله جل ثناؤه ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) [ ص: 519 ] أن صلاة الظهر والعصر بحدودهما مما أوجب الله عليك فيهما لأنهما الصلاتان اللتان فرضهما الله على نبيه من وقت دلوك الشمس إلى غسق الليل ، وغسق الليل : هو إقباله ودنوه بظلامه ، كما قال الشاعر :


آب هذا الليل إذ غسقا



وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل على اختلاف منهم في الصلاة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامتها عنده ، فقال بعضهم : الصلاة التي أمر بإقامتها عنده صلاة المغرب .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : غسق الليل : بدو الليل .

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سمعت عكرمة سئل عن هذه الآية ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) قال : بدو الليل .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : غسق الليل : غروب الشمس .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد عن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( غسق الليل ) : صلاة المغرب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إلى غسق الليل ) بدو الليل لصلاة المغرب . وقد ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " لا تزال طائفة من أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل أن تبدو النجوم " .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد . قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( إلى غسق الليل ) يعني ظلام الليل .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : كان أبي يقول ( غسق الليل ) : ظلمة الليل .

وقال آخرون : هي صلاة العصر .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن أبي جعفر ( إلى غسق الليل ) قال : صلاة العصر .

وأولى القولين في ذلك بالصواب ، قول من قال : الصلاة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامتها عند غسق الليل ، هي صلاة المغرب دون غيرها ، لأن غسق الليل هو ما وصفنا من إقبال الليل وظلامه ، وذلك لا يكون إلا بعد مغيب الشمس . فأما صلاة العصر ، فإنها مما تقام بين ابتداء دلوك الشمس إلى [ ص: 520 ] غسق الليل ، لا عند غسق الليل ، وأما قوله ( وقرآن الفجر ) فإن معناه وأقم قرآن الفجر : أي ما تقرأ به صلاة الفجر من القرآن ، والقرآن معطوف على الصلاة في قوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) .

وكان بعض نحويي البصرة يقول : نصب قوله ( وقرآن الفجر ) على الإغراء ، كأنه قال : وعليك قرآن الفجر ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) يقول : أن ما تقرأ به في صلاة الفجر من القرآن كان مشهودا ، يشهده فيما ذكر ملائكة الليل وملائكة النهار .

وبالذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل : وجاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذكر من قال ذلك :

حدثني عبيد بن أسباط بن محمد القرشي ، قال : ثني أبي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : " تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار " .

حدثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا ليث بن سعد ، وحدثنا محمد بن سهل بن عسكر ، قال ثنا ابن أبي مريم ، قال : ثنا الليث بن سعد ، عن زيادة بن محمد ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن فضالة بن عبيد ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل : في الساعة الأولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحوا ما يشاء ويثبت ، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن ، وهي داره التي لم ترها عين ، ولا تخطر على قلب بشر ، وهي مسكنه ، ولا يسكن معه من بني آدم غير ثلاثة : النبيين والصديقين والشهداء ثم يقول : طوبى لمن دخلك ، ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته فتنتفض ، فيقول : قومي بعوني ، ثم يطلع إلى عباده ، فيقول : من يستغفرني أغفر له ، من يسألني أعطه ، من يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر ، فذلك حين يقول ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال [ ص: 521 ] موسى في حديثه : شهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار . وقال ابن عسكر في حديثه : فيشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن عقبة بن عبد الغافر ، قال : قال أبو عبيدة بن عبد الله : كان عبد الله يحدث أن صلاة الفجر عندها يجتمع الحرسان من ملائكة الله ، ويقرأ هذه الآية ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) وقرآن الفجر : صلاة الصبح ، كنا نحدث أن عندها يجتمع الحرسان من ملائكة الله حرس الليل وحرس النهار .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وقرآن الفجر ) صلاة الفجر .

وأما قوله ( كان مشهودا ) فإنه يقول : ملائكة الليل وملائكة النهار يشهدون تلك الصلاة .

حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله أنه قال في هذه الآية ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : تنزل ملائكة النهار وتصعد ملائكة الليل .

حدثني أبو السائب ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن أبي عبيدة ، في قوله ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : يشهده حرس الليل وحرس النهار من الملائكة في صلاة الفجر .

حدثنا أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، في قوله ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : كانوا يقولون تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر فتشهد فيها جميعا ، ثم يصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) يعني صلاة الصبح . [ ص: 522 ]

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وقرآن الفجر ) قال : صلاة الصبح .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ( وقرآن الفجر ) صلاة الصبح ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : تجتمع في صلاة الفجر ملائكة الليل وملائكة النهار .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( وقرآن الفجر ) يعني صلاة الغداة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ( وقرآن الفجر ) قال : صلاة الفجر ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : مشهودا من الملائكة فيما يذكرون . قال : وكان علي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب يقولان : الصلاة الوسطى التي حض الله عليها : صلاة الصبح . قال : وذلك أن صلاة الظهر وصلاة العصر : صلاتا النهار ، والمغرب والعشاء : صلاتا الليل ، وهي بينها ، وهي صلاة نوم ، ما نعمل صلاة يغفل عنها مثلها .

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن الجريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن أبي محمد الحضرمي ، قال : ثنا كعب في هذا المسجد ، قال : والذي نفس كعب بيده ، إن هذه الآية ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) إنها لصلاة الفجر إنها لمشهودة .

حدثني الحسن بن علي بن عباس ، قال : ثنا بشر بن شعيب ، قال : أخبرني أبي ، عن الزهري ، قال : ثني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " ، ثم يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) . [ ص: 523 ]

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) قال : صلاة الفجر تجتمع فيها ملائكة الليل وملائكة النهار .

التالي السابق


الخدمات العلمية