القول في تأويل قوله تعالى : ( 
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  )  
[ ص: 580 ] يقول تعالى ذكره لنبيه : قل يا 
محمد  لمشركي قومك المنكرين دعاء الرحمن ( 
ادعوا الله  ) أيها القوم ( 
أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى  ) بأي أسمائه جل جلاله تدعون ربكم ، فإنما تدعون واحدا ، وله الأسماء الحسنى ، وإنما قيل ذلك له صلى الله عليه وسلم ، لأن 
المشركين فيما ذكر سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه : يا ربنا الله ، ويا ربنا الرحمن ، فظنوا أنه يدعو إلهين ، فأنزل الله على نبيه عليه الصلاة والسلام هذه الآية احتجاجا لنبيه عليهم .
ذكر الرواية بما ذكرنا : حدثنا 
القاسم ،  قال : ثنا 
الحسين ،  قال : ثني 
محمد بن كثير ،  عن 
عبد الله بن واقد ،  عن 
أبي الجوزاء  عن 
ابن عباس   . قال : 
كان النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا يدعو : يا رحمن يا رحيم ، فقال المشركون : هذا يزعم أنه يدعو واحدا ، وهو يدعو مثنى مثنى ، فأنزل الله تعالى ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى  ) . . . . الآية  . 
حدثنا 
القاسم ،  قال : ثنا 
الحسين ،  قال : ثني 
عيسى   ; عن 
الأوزاعي ،  عن 
مكحول ،  أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يتهجد بمكة ذات ليلة ، يقول في سجوده : يا رحمن يا رحيم ، فسمعه رجل من المشركين ، فلما أصبح قال لأصحابه : انظروا ما قال ابن أبي كبشة ، يدعو الليلة الرحمن الذي باليمامة ، وكان باليمامة رجل يقال له الرحمن : فنزلت ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى  )  . " 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  قوله ( 
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى  ) .  
[ ص: 581 ] 
حدثني 
محمد بن عمرو ،  قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى  ، وحدثني 
الحارث ،  قال : ثنا 
الحسن  ، قال : ثنا 
ورقاء ،  جميعا عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  قوله ( 
أيا ما تدعوا  ) بشيء من أسمائه  . 
حدثني 
موسى بن سهل ،  قال : ثنا 
محمد بن بكار البصري ،  قال : ثني 
حماد بن عيسى   ; عن 
عبيد بن الطفيل الجهني ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ،  عن 
مكحول ،  عن 
عراك بن مالك ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810770إن لله تسعة وتسعين اسما كلهن في القرآن ، من أحصاهن دخل الجنة  " . 
قال 
أبو جعفر   : ولدخول " ما " في قوله ( 
أيا ما تدعوا  ) وجهان : أحدهما أن تكون صلة ، كما قيل : ( 
عما قليل ليصبحن نادمين  ) والآخر أن تكون في معنى إن : كررت لما اختلف لفظاهما ، كما قيل : ما إن رأيت كالليلة ليلة . 
وقوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  ) اختلف أهل التأويل في الصلاة ، فقال بعضهم : عنى بذلك : ولا تجهر بدعائك ، ولا تخافت به ، ولكن بين ذلك ، وقالوا : عنى بالصلاة في هذا الموضع : الدعاء . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
يحيى بن عيسى الدامغاني ،  قال : ثنا 
ابن المبارك ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن 
عائشة ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قالت : في الدعاء  . 
حدثنا 
بشار ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن 
عائشة ،  قالت : نزلت في الدعاء . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن 
عائشة  مثله . 
حدثنا 
الحسن بن عرفة ،  قال : ثنا 
عباد بن العوام ،  عن 
أشعث بن سوار ،  عن 
عكرمة  ، عن 
ابن عباس  في قول الله تعالى ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : كانوا يجهرون بالدعاء ، فلما نزلت هذه الآية أمروا أن لا يجهروا ، ولا يخافتوا  .  
[ ص: 582 ] 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
حماد ،  عن 
عمرو بن مالك البكري ،  عن 
أبي الجوزاء  عن 
عائشة ،  قالت : نزلت في الدعاء . 
حدثني 
مطر بن محمد الضبي ،  قال : ثنا 
عبد الله بن داود ،  قال : ثنا 
شريك ،  عن 
زياد بن فياض ،  عن 
أبي عياض ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : الدعاء  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
إبراهيم الهجري ،  عن 
أبي عياض   ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : نزلت في الدعاء  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
شريك ،  عن 
زياد بن فياض ،  عن 
أبي عياض  مثله . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
سفيان  عمن ذكره عن 
عطاء   ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : نزلت في الدعاء  . 
حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ،  قال : ثنا 
محمد بن جعفر ،  قال : ثنا 
شعبة ،  عن 
الحكم ،  عن 
مجاهد  في الآية ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : في الدعاء  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
شعبة ،  عن 
الحكم ،  عن 
مجاهد ،  قال : نزلت في الدعاء . 
حدثني 
محمد بن عمرو ،  قال : ثنا 
أبو عاصم ،  قال : ثنا 
عيسى   ; وحدثني 
الحارث ،  قال : ثنا 
الحسن ،  قال : ثنا 
ورقاء ،  جميعا عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) في الدعاء والمسألة  . 
حدثنا 
القاسم ،  قال : ثنا 
الحسين ،  قال : ثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
مجاهد ،  مثله . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
جرير ،  عن 
ليث ،  عن 
مجاهد ،  قال : نزلت في الدعاء والمسألة .  
[ ص: 583 ] 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
يحيى ،  قال : ثني 
سفيان ،  قال : ثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم  ، عن 
سعيد بن جبير  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : في الدعاء  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
أبو أحمد الزبيري ،  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
ابن عياش العامري ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد  قال : كان أعراب إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : اللهم ارزقنا إبلا وولدا ، قال : فنزلت هذه الآية ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  )  . 
حدثنا 
الحسن بن يحيى ،  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا 
معمر ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ،  عن أبيه ، في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : في الدعاء  . 
حدثني ابن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس ،   ( 
ولا تجهر بصلاتك  ) . . . . الآية ، قال : في الدعاء والمسألة  . 
حدثنا 
القاسم ،  قال : ثنا 
الحسين ،  قال : ثني 
عيسى   ; عن 
الأوزاعي ،  عن 
مكحول   ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : ذلك في الدعاء  . 
وقال آخرون : عنى بذلك الصلاة . 
واختلف قائلو هذه المقالة في المعنى الذي عنى بالنهي عن الجهر به ، فقال بعضهم : الذي نهى عن الجهر به منها القراءة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال : ثنا 
هشيم ،  قال : أخبرنا 
أبو بشر ،  عن 
سعيد بن جبير ،  عن 
ابن عباس ،  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810771نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ، ومن جاء به ، قال : فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ( ولا تجهر بصلاتك  )  [ ص: 584 ] فيسمع المشركون ( ولا تخافت بها  ) عن أصحابك ، فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوا عنك  . 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال : ثنا عثمان بن سعيد ، قال : ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن 
الضحاك ،  عن 
ابن عباس ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812393كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا جهر بالصلاة بالمسلمين بالقرآن ، شق ذلك على المشركين إذا سمعوه ، فيؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشتم والعيب به ، وذلك بمكة ، فأنزل الله : يا محمد ( ولا تجهر بصلاتك  ) يقول : لا تعلن بالقراءة بالقرآن إعلانا شديدا يسمعه المشركون فيؤذونك ، ولا تخافت بالقراءة بالقرآن : يقول : لا تخفض صوتك حتى لا تسمع أذنيك ( وابتغ بين ذلك سبيلا  ) يقول : اطلب بين الإعلان والجهر وبين التخافت والخفض طريقا ، لا جهرا شديدا ، ولا خفضا لا تسمع أذنيك ، فذلك القدر ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى 
المدينة  سقط هذا كله ، يفعل الآن أي ذلك شاء . 
حدثت عن 
الحسين ،  قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول : ثنا 
عبيد ،  قال : سمعت 
الضحاك  يقول 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811653في قوله ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) . . . . الآية ، هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة كان إذا صلى بأصحابه ، فرفع صوته بالقراءة أسمع المشركين ، فآذوه ، فأمره الله أن لا يرفع صوته ، فيسمع عدوه ، ولا يخافت فلا يسمع من خلفه من المسلمين ، فأمره الله أن يبتغي بين ذلك سبيلا  . 
حدثنا 
ابن وكيع ،  قال : ثنا 
جرير ،  عن 
الأعمش ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ،  عن 
سعيد بن جبير ،  عن 
ابن عباس ،  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810772كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالقرآن ، فكان المشركون إذا سمعوا صوته سبوا القرآن ، ومن جاء به ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخفي القرآن فما يسمعه أصحابه ، فأنزل الله ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  )  . 
حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعت أبي ، يقول : أخبرنا أبو حمزة عن 
الأعمش ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ،  عن 
سعيد بن جبير ،  عن 
ابن عباس   ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811654كان رسول الله صلى  [ ص: 585 ] الله عليه وسلم إذا رفع صوته وسمع المشركون ، سبوا القرآن ، ومن جاء به ، وإذا خفض لم يسمع أصحابه ، قال الله ( وابتغ بين ذلك سبيلا  )  . 
حدثنا 
أبو كريب ،  قال : ثنا 
يونس   : ثنا 
محمد بن إسحاق ،  قال : ثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ،  عن 
عكرمة ،  عن 
ابن عباس ،  قال : كان 
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا ، وأبوا أن يستمعوا منه ، فكان الرجل إذا أراد أن يستمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو ، وهو يصلي ، استرق السمع دونهم فرقا منهم ، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ، ذهب خشية أذاهم ، فلم يستمع ، فإن خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ، لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئا ، فأنزل الله عليه ( ولا تجهر بصلاتك  ) فيتفرقوا عنك ( 
ولا تخافت بها  ) فلا تسمع من أراد أن يسمعها ، ممن يسترق ذلك دونهم ، لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع ، فينتفع به ، ( 
وابتغ بين ذلك سبيلا  ) . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
يعقوب ،  عن 
جعفر ،  عن 
سعيد ،  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812395كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بقراءة القرآن في المسجد الحرام ، فقالت قريش : لا تجهر بالقراءة فتؤذي آلهتنا ، فنهجو ربك ، فأنزل الله ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) . . . . الآية  . 
حدثني 
يعقوب ،  قال : ثنا 
هشيم ،  قال : أخبرنا 
أبو بشر ،  عن 
سعيد بن جبير  ، عن 
ابن عباس ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810773نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مختف بمكة ، فكان إذا صلى بأصحابه رفع الصوت بالقرآن ، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ، ومن جاء به ، فقال الله لنبيه ( ولا تجهر بصلاتك  ) : أي بقراءتك ، فيسمع المشركون ، فيسبوا القرآن ( ولا تخافت بها  ) عن أصحابك ، فلا تسمعهم ( وابتغ بين ذلك سبيلا  )  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
أبو أحمد ،  قال : ثنا 
سفيان ،  عن 
الأعمش ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ،  عن 
سعيد بن جبير ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : في القراءة  .  
[ ص: 586 ] 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
محمد بن جعفر ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
أبي بشر ،  عن 
سعيد بن جبير ،  في هذه الآية ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811655كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع صوته أعجب ذلك أصحابه ، وإذا سمع ذلك المشركون سبوه ، فنزلت هذه الآية  . 
حدثني 
يعقوب ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ،  عن 
سلمة ،  عن 
علقمة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ،  قال : نبئت 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812396أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ خفض صوته ، وأن عمر كان يرفع صوته ، قال : فقيل لأبي بكر : لم تصنع هذا؟ فقال : أناجي ربي ، وقد علم حاجتي ، قيل : أحسنت ، وقيل لعمر   : لم تصنع هذا؟ قال : أطرد الشيطان ، وأوقظ الوسنان ، قيل : أحسنت ، فلما نزلت ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  ) قيل لأبي بكر : ارفع شيئا ، وقيل لعمر : اخفض شيئا  . 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ،  قال : ثنا 
حسان بن إبراهيم ،  عن 
إبراهيم الصائغ ،  عن 
عطاء ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : يقول ناس إنها في الصلاة ، ويقول آخرون إنها في الدعاء  . 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  ) وكان نبي الله وهو بمكة ، إذا سمع المشركون صوته رموه بكل خبث ، فأمره الله أن يغض من صوته ، وأن يجعل صلاته بينه وبين ربه ، وكان يقال : ما سمعته أذنك فليس بمخافتة  . 
حدثنا 
الحسن بن يحيى ،  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا 
معمر ،  عن 
قتادة ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811656كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالصلاة ، فيرمى بالخبث ، فقال : لا ترفع صوتك فتؤذى ولا تخافت بها ، وابتغ بين ذلك سبيلا  . 
وقال آخرون : إنما عني بذلك : ولا تجهر بالتشهد في صلاتك ، ولا تخافت بها .  
[ ص: 587 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني 
أبو السائب ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ،  عن أبيه ، عن 
عائشة ،  قالت : نزلت هذه الآية في التشهد ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  )  . 
حدثني 
أبو السائب ،  قال : ثنا 
حفص ،  عن 
أشعث ،  عن 
ابن سيرين  مثله . وزاد فيه : وكان الأعرابي يجهر فيقول : التحيات لله ، والصلوات لله ، يرفع فيها صوته ، فنزلت ( 
ولا تجهر بصلاتك  )  . 
وقال آخرون : بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي 
بمكة  جهارا ، فأمر بإخفائها . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
ابن حميد ،  قال : ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ،  قال : ثنا 
الحسين ،  عن 
يزيد ،  عن 
عكرمة  والحسن البصري  قالا قال في بني إسرائيل ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  ) 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811657وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى يجهر بصلاته ، فآذى ذلك المشركين بمكة ، حتى أخفى صلاته هو وأصحابه ، فلذلك قال ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  ) وقال في الأعراف ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين  )  . 
وقال آخرون : معنى ذلك : ولا تجهر بصلاتك تحسنها من إتيانها في العلانية ، ولا تخافت بها : تسيئها في السريرة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا 
بشر ،  قال : ثنا 
يزيد ،  قال : ثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  عن 
الحسن  أنه كان يقول ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) : أي لا تراء بها علانية ، ولا تخفها سرا ( 
وابتغ بين ذلك سبيلا  ) . 
حدثنا 
الحسن ،  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا 
معمر ،  قال : كان 
الحسن  يقول في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : لا تحسن علانيتها ، وتسئ سريرتها  . 
حدثني 
يعقوب ،  قال : ثنا 
هشيم ،  عن 
عوف ،  عن 
الحسن ،  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : لا تراء بها في العلانية ، ولا تخفها في السريرة .  
[ ص: 588 ] 
حدثني 
علي بن الحسن الأزرقي ،  قال : ثنا 
الأشجعي ،  عن 
سفيان ،  عن 
منصور ،  عن 
الحسن   ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : تحسن علانيتها ، وتسيء سريرتها  . 
حدثني 
علي ،  قال : ثنا 
عبد الله ،  قال : ثني 
معاوية ،  عن 
علي ،  عن 
ابن عباس ،  قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) قال : لا تصل مراءاة الناس ولا تدعها مخافة  . 
وقال آخرون في ذلك ما حدثني 
يونس ،  قال : أخبرنا 
ابن وهب ،  قال : قال 
ابن زيد  في قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا  ) قال : السبيل بين ذلك الذي سن له جبرائيل من الصلاة التي عليها المسلمون . قال : وكان أهل الكتاب يخافتون ، ثم يجهر أحدهم بالحرف ، فيصيح به ، ويصيحون هم به وراءه ، فنهي أن يصيح كما يصيح هؤلاء ، وأن يخافت كما يخافت القوم ، ثم كان السبيل الذي بين ذلك ، الذي سن له جبرائيل من الصلاة  . 
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة ، ما ذكرنا عن 
ابن عباس  في الخبر الذي رواه 
أبو جعفر ،  عن 
سعيد ،  عن 
ابن عباس ،  لأن ذلك أصح الأسانيد التي روي عن صحابي فيه قول مخرجا ، وأشبه الأقوال بما دل عليه ظاهر التنزيل ، وذلك أن قوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) عقيب قوله ( 
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى  ) وعقيب تقريع الكفار بكفرهم بالقرآن ، وذلك بعدهم منه ومن الإيمان . فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى وأشبه بقوله ( 
ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها  ) أن يكون من سبب ما هو في سياقه من الكلام ، ما لم يأت بمعنى يوجب صرفه عنه ، أو يكون على انصرافه عنه دليل يعلم به الانصراف عما هو في سياقه . 
فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : قل ادعوا الله ، أو ادعوا الرحمن ، أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ، ولا تجهر يا 
محمد  بقراءتك في صلاتك ودعائك فيها ربك ومسألتك إياه ، وذكرك فيها ، فيؤذيك بجهرك بذلك المشركون ، ولا تخافت بها فلا يسمعها أصحابك ( 
وابتغ بين ذلك سبيلا  )  
[ ص: 589 ] ولكن التمس بين الجهر والمخافتة طريقا إلى أن تسمع أصحابك ، ولا يسمعه المشركون فيؤذوك . ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرت عنهم من التأويل ، وأنا لا نستجير خلافهم فيما جاء عنهم ، لكان وجها يحتمله التأويل أن يقال : ولا تجهر بصلاتك التي أمرناك بالمخافتة بها ، وهي صلاة النهار لأنها عجماء ، لا يجهر بها ، ولا تخافت بصلاتك التي أمرناك بالجهر بها ، وهي صلاة الليل ، فإنها يجهر بها ( 
وابتغ بين ذلك سبيلا  ) بأن تجهر بالتي أمرناك بالجهر بها ، وتخافت بالتي أمرناك بالمخافتة بها ، لا تجهر بجميعها ، ولا تخافت بكلها ، فكان ذلك وجها غير بعيد من الصحة ، ولكنا لا نرى ذلك صحيحا لإجماع الحجة من أهل التأويل على خلافه . فإن قال قائل : فأية قراءة هذه التي بين الجهر والمخافتة؟ 
قيل : حدثني 
مطر بن محمد ،  قال : ثنا 
قتيبة ،   nindex.php?page=showalam&ids=17282ووهب بن جرير ،  قالا ثنا 
شعبة ،  عن 
الأشعث بن سليم ،  عن 
الأسود بن هلال ،  قال : قال 
عبد الله   : لم يخافت من أسمع أذنيه  . 
حدثنا 
ابن بشار ،  قال : ثنا 
عبد الرحمن ،  قال : ثنا 
شعبة ،  عن 
الأشعث ،  عن 
الأسود بن هلال ،  عن 
عبد الله ،  مثله .