1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الإسراء
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ( 111 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( وقل ) يا محمد ( الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) فيكون مربوبا لا ربا ، لأن رب الأرباب لا ينبغي أن يكون له ولد ( ولم يكن له شريك في الملك ) فيكون عاجزا ذا حاجة إلى معونة غيره ضعيفا ، ولا يكون إلها من يكون محتاجا إلى معين على ما حاول ، ولم يكن منفردا بالملك والسلطان ( ولم يكن له ولي من الذل ) يقول : ولم يكن له حليف حالفه من الذل الذي به ، لأن من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره ، فذليل مهين ، ولا يكون من كان ذليلا مهينا يحتاج إلى ناصر إلها يطاع ( وكبره تكبيرا ) [ ص: 590 ] يقول : وعظم ربك يا محمد بما أمرناك أن تعظمه به من قول وفعل ، وأطعه فيما أمرك ونهاك .

وبنحو الذي قلنا في قوله ( ولم يكن له ولي من الذل ) قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( ولم يكن له ولي من الذل ) قال : لم يحالف أحدا ، ولا يبتغي نصر أحد .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : " ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أهله هذه الآية ( الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) الصغير من أهله والكبير .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا أبو الجنيد ، عن جعفر ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، قال : إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من بني إسرائيل ، ثم تلا ( لا تجعل مع الله إلها آخر ) .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن القرظي ، أنه كان يقول في هذه الآية ( الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) . . . . الآية . قال : إن اليهود والنصارى قالوا : اتخذ الله ولدا ، وقالت العرب : لبيك ، لبيك ، لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، وقال الصابئون والمجوس : لولا أولياء الله لذل الله ، فأنزل الله ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره ) أنت يا محمد على ما يقولون ( تكبيرا ) .

آخر تفسير سورة بني إسرائيل ، والحمد لله رب العالمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية