1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الكهف
  4. القول في تأويل قوله تعالى " هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ( 15 ) )

يقول عز ذكره مخبرا عن قيل الفتية من أصحاب الكهف : هؤلاء قومنا اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونها من دونه ( لولا يأتون عليهم بسلطان بين ) يقول : هلا يأتون على عبادتهم إياها بحجة بينة ، وفي الكلام محذوف اجتزئ بما ظهر عما حذف ، وذلك في قوله : ( لولا يأتون عليهم بسلطان بين ) فالهاء والميم في عليهم من ذكر الآلهة ، والآلهة لا يؤتى عليها بسلطان ، ولا يسأل السلطان عليها ، وإنما يسأل عابدوها السلطان على عبادتهموها ، فمعلوم إذ كان الأمر [ ص: 617 ] كذلك ، أن معنى الكلام : لولا يأتون على عبادتهموها ، واتخاذهموها آلهة من دون الله بسلطان بين .

وبنحو ما قلنا في معنى السلطان ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( لولا يأتون عليهم بسلطان بين ) يقول : بعذر بين .

وعنى بقوله عز ذكره : ( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا )

ومن أشد اعتداء وإشراكا بالله ، ممن اختلق ، فتخرص على الله كذبا ، وأشرك مع الله في سلطانه شريكا يعبده دونه ، ويتخذه إلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية