1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الكهف
  4. القول في تأويل قوله تعالى "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ( 30 ) )

يقول تعالى ذكره : إن الذين صدقوا الله ورسوله ، وعملوا بطاعة الله ، وانتهوا إلى أمره ونهيه ، إنا لا نضيع ثواب من أحسن عملا فأطاع الله ، واتبع أمره ونهيه ، بل نجازيه بطاعته وعمله الحسن جنات عدن تجري من تحتها الأنهار .

فإن قال قائل : وأين خبر "إن" الأولى؟ قيل : جائز أن يكون خبرها قوله : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) فيكون معنى الكلام :

إنا لا نضيع أجر من عمل صالحا ، فترك الكلام الأول ، واعتمد على الثاني بنية التكرير ، كما قيل : ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ) بمعنى : عن قتال فيه على التكرير ، وكما قال الشاعر :


إن الخليفة إن الله سربله سربال ملك به ترجى الخواتيم



ويروى : ترخى ، وجائز أن يكون : ( إن الذين آمنوا ) جزاء ، فيكون معنى الكلام : إن من عمل صالحا فإنا لا نضيع أجره ، فتضمر الفاء في قوله "إنا" ، وجائز أن يكون خبرها : أولئك لهم جنات عدن ، فيكون معنى الكلام : إن [ ص: 17 ] الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أولئك لهم جنات عدن .

التالي السابق


الخدمات العلمية