1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الكهف
  4. القول في تأويل قوله تعالى "ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا ( 57 ) )

يقول عز ذكره : وأي الناس أوضع للإعراض والصد في غير موضعهما ممن ذكره بآياته وحججه ، فدله بها على سبيل الرشاد ، وهداه بها إلى طريق النجاة ، فأعرض عن آياته وأدلته التي في استدلاله بها الوصول إلى الخلاص من الهلاك ( ونسي ما قدمت يداه ) يقول : ونسي ما أسلف من الذنوب المهلكة فلم يتب ، ولم ينب .

كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( ونسي ما قدمت يداه ) : أي نسي ما سلف من الذنوب .

وقوله : ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ) يقول تعالى ذكره : إنا جعلنا على قلوب هؤلاء الذين يعرضون عن آيات الله إذا ذكروا [ ص: 52 ] بها أغطية لئلا يفقهوه ، لأن المعنى أن يفقهوا ما ذكروا به ، وقوله : ( وفي آذانهم وقرا ) يقول : في آذانهم ثقلا لئلا يسمعوه ( وإن تدعهم إلى الهدى ) يقول عز ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإن تدع يا محمد هؤلاء المعرضين عن آيات الله عند التذكير بها إلى الاستقامة على محجة الحق والإيمان بالله ، وما جئتهم به من عند ربك ( فلن يهتدوا إذا أبدا ) يقول : فلن يستقيموا إذا أبدا على الحق ، ولن يؤمنوا بما دعوتهم إليه ، لأن الله قد طبع على قلوبهم ، وسمعهم وأبصارهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية