1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة الكهف
  4. القول في تأويل قوله تعالى "وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا ( 88 ) )

يقول : وأما من صدق الله منهم ووحده ، وعمل بطاعته ، فله عند الله الحسنى ، وهي الجنة ، جزاء يعني ثوابا على إيمانه ، وطاعته ربه .

وقد اختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء أهل المدينة وبعض أهل البصرة والكوفة ( فله جزاء الحسنى ) برفع الجزاء وإضافته إلى الحسنى .

وإذا قرئ ذلك كذلك ، فله وجهان من التأويل :

أحدهما : أن يجعل الحسنى مرادا بها إيمانه وأعماله الصالحة ، فيكون معنى الكلام إذا أريد بها ذلك : وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاؤها ، يعني جزاء هذه الأفعال الحسنة .

والوجه الثاني : أن يكون معنيا بالحسنى : الجنة ، وأضيف الجزاء إليها ، كما قيل ( ولدار الآخرة خير ) والدار : هي الآخرة ، وكما قال : ( و ذلك دين القيمة ) والدين : هو القيم .

وقرأ آخرون : ( فله جزاء الحسنى ) بمعنى : فله الجنة جزاء فيكون الجزاء [ ص: 99 ] منصوبا على المصدر . بمعنى : يجازيهم جزاء الجنة .

وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندي قراءة من قرأه : ( فله جزاء الحسنى ) بنصب الجزاء وتنوينه على المعنى الذي وصفت ، من أن لهم الجنة جزاء . فيكون الجزاء نصبا على التفسير .

وقوله : ( وسنقول له من أمرنا يسرا ) يقول : وسنعلمه نحن في الدنيا ما تيسر لنا تعليمه ما يقربه إلى الله ويلين له من القول . وكان مجاهد يقول نحوا مما قلنا في ذلك .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى "ح" ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( من أمرنا يسرا ) قال معروفا .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية