1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة مريم
  4. القول في تأويل قوله تعالى "فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ( 37 ) )

يقول تعالى ذكره : فاختلف المختلفون في عيسى ، فصاروا أحزابا متفرقين من بين قومه .

كما حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثني الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) قال : أهل الكتاب .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله [ ص: 198 ] ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) ذكر لنا أن لما رفع ابن مريم ، انتخبت بنو إسرائيل أربعة من فقهائهم ، فقالوا للأول : ما تقول في عيسى؟ قال : هو الله هبط إلى الأرض ، فخلق ما خلق ، وأحيا ما أحيا ، ثم صعد إلى السماء ، فتابعه على ذلك ناس من الناس ، فكانت اليعقوبية من النصارى; وقال الثلاثة الآخرون : نشهد أنك كاذب ، فقالوا للثاني : ما تقول في عيسى؟ قال : هو ابن الله ، فتابعه على ذلك ناس من الناس ، فكانت النسطورية من النصارى; وقال الاثنان الآخران : نشهد أنك كاذب ، فقالوا للثالث : ما تقول في عيسى؟ قال : هو إله ، وأمه إله ، والله إله ، فتابعه على ذلك ناس من الناس ، فكانت الإسرائيلية من النصارى ، فقال الرابع : أشهد أنك كاذب ، ولكنه عبد الله ورسوله ، هو كلمة الله وروحه; فاختصم القوم ، فقال المرء المسلم : أنشدكم الله ما تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام ، وأن الله تبارك وتعالى : لا يطعم الطعام قالوا : اللهم نعم ، قال : هل تعلمون أن عيسى كان ينام؟ قالوا : اللهم نعم ، قال فخصمهم المسلم; قال : فاقتتل القوم . قال : فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون ، فأنزل الله في ذلك القرآن ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم ) .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) اختلفوا فيه فصاروا أحزابا .

وقوله : ( فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) يقول : فوادي جهنم الذي يدعى ويلا للذين كفروا بالله ، من الزاعمين أن عيسى لله ولد ، وغيرهم من أهل الكفر به من شهودهم يوما عظيما شأنه ، وذلك يوم القيامة .

وكان قتادة يقول في تأويل ذلك ما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله : ( فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ) شهدوا هولا إذا عظيما .

التالي السابق


الخدمات العلمية