صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ( 72 ) )

يقول تعالى ذكره : ( ثم ننجي ) من النار بعد ورود جميعهم إياها ، [ ص: 238 ] ( الذين اتقوا ) فخافوه ، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) يقول جل ثناؤه : وندع الذين ظلموا أنفسهم ، فعبدوا غير الله ، وعصوا ربهم ، وخالفوا أمره ونهيه في النار جثيا ، يقول : بروكا على ركبهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) على ركبهم .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) على ركبهم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) قال : الجثي : شر الجلوس ، لا يجلس الرجل جاثيا إلا عند كرب ينزل به .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) إن الناس وردوا جهنم وهي سوداء مظلمة ، فأما المؤمنون فأضاءت لهم حسناتهم ، فأنجوا منها . وأما الكفار فأوبقتهم أعمالهم ، واحتبسوا بذنوبهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية