صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ( 18 ) )

يقول تعالى ذكره مخبرا عن موسى : قال موسى مجيبا لربه ( هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ) يقول : أضرب بها الشجر اليابس فيسقط ورقها وترعاه غنمي ، يقال منه : هش فلان الشجر يهش هشا : إذا اختبط ورق أغصانها [ ص: 293 ] فسقط ورقها ، كما قال الراجز :


أهش بالعصا على أغنامي من ناعم الأراك والبشام



وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله ( وأهش بها على غنمي ) قال : أخبط بها الشجر .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وأهش بها على غنمي ) قال : أخبط .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وأهش بها على غنمي ) قال : كان نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم يهش على غنمه ورق الشجر .

حدثني موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( وأهش بها على غنمي ) يقول : أضرب بها الشجر للغنم ، فيقع الورق .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ) قال : يتوكأ عليها حين يمشي مع الغنم ، ويهش بها ، يحرك الشجر حتى يسقط ورق الحبلة وغيرها .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسن ، عن عكرمة ( وأهش بها على غنمي ) قال : أضرب بها الشجر ، فيسقط من ورقها علي .

حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : ثنا علي بن الحسن ، قال : ثنا حسين ، قال : سمعت عكرمة يقول ( وأهش بها على غنمي ) قال : أضرب بها الشجر ، فيتساقط الورق على غنمي . [ ص: 294 ]

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( وأهش بها على غنمي ) يقول : أضرب بها الشجر حتى يسقط منه ما تأكل غنمي .

وقوله ( ولي فيها مآرب أخرى ) يقول :

ولي في عصاي هذه حوائج أخرى ، وهي جمع مأربة ، وفيها للعرب لغات ثلاث : مأربة بضم الراء ، ومأربة بفتحها ، ومأربة بكسرها ، وهي مفعلة من قولهم : لا أرب لي في هذا الأمر : أي لا حاجة لي فيه ، وقيل أخرى وهن مآرب جمع ، ولم يقل أخر ، كما قيل : ( له الأسماء الحسنى ) وقد بينت العلة في توجيه ذلك هنالك .

وبنحو الذي قلنا في معنى المآرب ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، قال : ثنا حفص بن جميع ، قال : ثنا سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حوائج أخرى قد علمتها .

حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( ولي فيها مآرب أخرى ) يقول : حاجة أخرى .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حاجات .

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حاجات ومنافع .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حاجات .

حدثني موسى ، قال : ثني عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( ولي فيها مآرب أخرى ) يقول : حوائج أخرى أحمل عليها المزود والسقاء .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حوائج أخرى .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حاجات ومنافع أخرى . [ ص: 295 ]

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن وهب بن منبه ( ولي فيها مآرب أخرى ) أي منافع أخرى .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ( ولي فيها مآرب أخرى ) قال : حوائج أخرى سوى ذلك .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( مآرب أخرى ) قال : حاجات أخرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية