القول في 
تأويل قوله تعالى : ( وما أعجلك عن قومك يا موسى  ( 83 ) 
قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى  ( 84 ) )  
[ ص: 349 ] يقول تعالى ذكره : ( 
وما أعجلك  ) وأي شيء أعجلك ( 
عن قومك يا موسى  ) فتقدمتهم وخلفتهم وراءك ، ولم تكن معهم 
( 
قال هم أولاء على أثري  ) يقول : قومي على أثري يلحقون بي ( 
وعجلت إليك رب لترضى  ) يقول وعجلت أنا فسبقتهم رب كيما ترضى عني . 
وإنما قال الله تعالى ذكره 
لموسى   : ما أعجلك عن قومك ، لأنه جل ثناؤه ، فيما بلغنا حين نجاه 
وبني إسرائيل  من 
فرعون  وقومه ، وقطع بهم البحر ، وعدهم جانب الطور الأيمن ، فتعجل 
موسى  إلى ربه ، وأقام 
هارون  في 
بني إسرائيل  يسير بهم على أثر 
موسى   . 
كما حدثنا 
ابن حميد  قال : ثنا 
سلمة  ، عن ابن 
إسحاق  قال : وعد الله 
موسى  حين أهلك 
فرعون  وقومه ونجاه وقومه ثلاثين ليلة ، ثم أتمها بعشر ، فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، تلقاه فيها بما شاء ، فاستخلف 
موسى  هارون  في 
بني إسرائيل ،  ومعه 
السامري  يسير بهم على أثر 
موسى  ليلحقهم به ، فلما كلم الله 
موسى ،  قال له ( 
وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى  ) . 
كما حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  ، قال : قال 
ابن زيد  في قوله ( 
وعجلت إليك رب لترضى  ) قال : لأرضيك  .